قصّة إنهيار البورصة العالمية وارتباطها بالتحديات الجيوسياسية: خسائر مادية ضخمة…

إستفاق العالم على خبر إنهيار في البورصات العالمية، نتيجة الخوف المستجد من تباطؤ الاقتصاد في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك يعود إلى شعور المستثمرين بالقلق من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي تحرك ببطء شديد وسيحتاج إلى اللحاق بالركب في خفض أسعار الفائدة، بالإضافة إلى ارتفاع معدل البطالة إلى أعلى مستوى منذ العام 2021، حيث وصل إلى 4.3 بالمئة.

على إثر هذا المشهد، بدأت حالة من الخوف العالمية، أدت إلى إنخفاض قيمة الاسهم والعملات في العالم. وفي هذا الاطار تشير مصادر، لـ”النشرة”، إلى أن “البورصات إنهارت بسبب التحديات الجيوسياسية الموجودة، ليس فقط في الشرق الأوسط، خصوصاً بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” اسماعيل هنية، والخوف من أن تقوم إيران بالردّ على مقتله، وبالتالي فإن هذا الأمر سيؤدي حتماً إلى تدخّل دول أخرى”، وتضيف المصادر: “إنخفضت الاسهم في الخليج بشكل كبير بسبب وجود المخاوف لدى المستثمرين”، لافتة إلى أن “كلّ هذه الأحداث تقع في منطقة تعتبر هي الأساس لإنتاج النفط، وبالتالي فإن هذا الأمر سيؤدي حتماً إلى التأثير على الأسواق العالمية”.

كذلك تربط المصادر بين الانخفاض في قيمة الاسهم والعملات والمخاوف على الاقتصاد الاميركي من الركود، وتشير إلى أنه “في حال حصول ذلك فإن الدول المرتبطة مباشرة بهذا الركود سيصيبها الأمر نفسه”، وهنا تشدد المصادر على أن “كل هذه المخاوف أدّت إلى تراجع في البورصات العالمية، خصوصاً وأن الاقتصاد الأميركي يشكّل ربع الإقتصاد العالمي، مع وجود تجربة سابقة حصلت في العام 2009 عندما إنهارت بورصة دبي نتيجة إنهيار بعض البورصات في العالم، ولهذا السبب فضل المستثمرون الانسحاب”.

في مقابل هذا المشهد إنخفضت في الأيام الماضية أسعار الذهب كثيراً، وهذا الأمر دفع إلى التساؤل حول السبب، علماً أن حدوث أي أمر في الاقتصاد يؤدّي حتماً إلى ارتفاع أسعاره. وتؤكد المصادر أن “السبب الرئيسي يعود إلى سلوك المستثمرين الذين اتجهوا، إلى بيع الذهب، ما أدى إنخفاض أسعاره، ولكن اللافت أن هذا الأمر حصل لفترة وجيزة جداً، لأن أسعاره عادت للصعود من جديد، ليعوّض بذلك الخسائر التي حصلت”.

الحقيقة أن ليس فقط الأسهم الأميركية وأسعار الذهب انخفضت فقط، بل إنخفض أيضاً مؤشر نيكي 225 بأكثر من 12 بالمئة يوم الاثنين الفائت، وانسحب ذلك على الاسهم في أوروبا إلى أدنى مستوى لها منذ ستة أشهر، وكذلك تراجع مؤشر داكس الألماني وكاك 40 الفرنسي وفايننشال تايمز البريطاني وإيبكس 35 الإسباني، بنسب تتراوح بين 1.4 بالمئة و2.3 بالمئة، لتصل إلى أدنى مستوياتها في عدّة أشهر، وأيضاً أغلق المؤشر ستوكس 600 منخفضاً 2.2 بالمئة.

رغم كل شيء ستتأثر حتما أسعار البورصة بالأحداث في العالم، والأكيد أنه ورغم الانخفاض بأسعار الذهب إلا أنّ التوجه العام لأسعاره في الفترة المقبلة هو بالارتفاع، لأن الوضع في المنطقة مأزوم…

 

مصدرالنشرة - باسكال أبو نادر
المادة السابقةالنفط يرتفع 1 % وسط مخاوف من اتساع الصراع في الشرق الأوسط
المقالة القادمةالسياحة في لبنان تلقت ضربتها هذا الصيف وقطاعها يطلب دعم الدولة