قطاع المطاعم استفاد من الاعياد بعكس بقية القطاعات السياحية

في تقويم سياحي لاوضاع القطاعات السياحية خلال الاعياد وتأثيرها وتداعياتها اكدت مصادر سياحية مطلعة ان القطاع المطعمي وحده نفذ من الخسارة المادية وحقق بعض النجاحات وذلك رغم تداعيات حرب غزة على جنوب لبنان بينما كانت نسبة تشغيل القطاع الفندقي ال ١٠ الو ١٥ في المئة في احسن الاحوال ونسية تاجير السيارات السياحية لا تتجاوز ال25 % وان المغترب اللبناني وحده اليوم ينعش القطاع السياحي وخصوصا المطعمي منه بعد ان استنكف السياح عن المجيء الى لبنان باستثناء قلة من السياح العراقيين والاردنيين والمصريين .

وعزت المصادر السياحية السبب للاقبال الاغترابي على المطاعم لاسباب عديدة منها

١-ان المغترب لا يلجأ الى الفندق لانه يملك منزلا او يبيت عند اقاربه او اصدقائه كما لا يستأجر سيارة لان كل السيارات الخاصة بتصرفه ولان الشعب اللبناني بطبيعته مضياف.

٢-خلال وجوده في لبنان يفضل المغترب ان يتناول طعامه في احد المطاعم او يدعو الاصحاب اليه مع العلم ان المطاعم تكاد تكون “مفولة” خلال عيد الفطر الذي سيمتد من يوم الاربعاء الى مساء الاخد المقبل وقد ذكر احد اصحاب المطاعم الراقية الموجودة في الجبل وليس في بيروت حيث يكون الاقبال اكثر، ان الحجوزات ممتلئة خلال عيد القطر وذلك قبل موعده باربعة اسابيع .

٣-الدعاية والشهرة التي بات يمتلكهما القطاع المطعمي من حيث النوعية حيث نال المطبخ اللبناني اهم الجوائز في العالم واصبحت شهرته تتجاوز الدول العربية الى مختلف انحاء العالم .

٤-حسابيا يعتقد اللبناني المقيم في لبنان ان المطعم ارخص له ماديا بدعوة مدعوه الى المطعم بدلا من المنزل.

وبرأي رئيس نقابة اصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي طوني الرامي ان هناك حوالى 100 من العلامات التجارية الأكثر طلبًا ورواجًا هي التي تعمل بشكل مستمرّ وهذا يعتبر طبعًا مؤشرًا ايجابيًا. فالفئات العمرية الكبيرة تخرج إلى المطاعم يوم الاجازات فقط وأغلبها يقصد المطاعم اللبنانية، أما الفئات العمرية الشبابية الميسورة فتخرج تكرارًا على المطاعم الرائجة والشبابية وهذا ما يعطي انطباعًا أن القطاع كله بخير، إلا انه شهد اقفالًا وصل إلى الـ50%، حيث انخفض عدد المؤسسات من 8500 إلى 4500.

٥- يعتبر الاستثمار في القطاع المطعمي افضل الاستثمارات بدليل نشوء حوالى ٣٠٠ مطعم جديد منذ فترة ولاحظنا مؤخرا فورة في فتح المؤسسات المطعمية الا ان 70 من اصحاب المطاعم يصطدمون بواقع الاكلاف التشغيلية الباهظة والكلفة المرتفعة للمواد الاولية ذات الجودة الى الاقفال بسبب قلة الخبرة فمن كل 10 مؤسسات جديدة في السوق يبقى منها 3 من اصحاب الخبرات الذين ينجحون ويبدعون بينما الاستثمار في القطاع الفندقي يحتاج الى مئات الملايين من الدولارات لانشاء اي فندق.

٦-لدى المغترب او حتى اللبناني المقيم الخيار في اي مطعم يقصده ومستوى الاسعار فكما ان هناك مطاعم اسعارها عالية هناك مطاعم مقبولة لدى شريحة كبيرة من اللبنانيين مع التشديد من نقابة اصحاب المطاعم على سلامة الغذاء في هذه المطاعم .

واكد رئيس نقابة المطاعم والمقاهي والملاهي طوني الرامي ان حجوزات المطاعم في الاعياد تعتبر جيدة جدا، اما بالنسبة للحجوزات بين العيدين فإنها تعتبر كبروفا لموسم الصيف، وقال «ان حركة اللبنانيين القادمين من الخليج واوروبا في تطور لافت، حيث يتوقع ان تزداد وتيرة وصول اللبنانيين العاملين في الخليج مع اقتراب عيد الفطر خصوصاً ان شركة الميدل ايست زادت عدد رحلاتها من باريس ودبي ولندن والرياض».

هل ينعكس ما يحدث اليوم على موسم الصيف ؟

تتخوف هذه المصادر السياحية من استمرار الحرب على غزة وتداعياتها مما يشكل ضربة قاضية على القطاع السياحي لانه بهذه الظروف حتى المغترب اللبناني الذي هو العامل الاول في دعم القطاع لن يكون بمقدوره المجيء الى لبنان مع تصاعد حدة التوتر فيه.

وبالتالي لا يمكن ان يتم وضع أي تصوّر للموسم السياحي الصيفي لانه كما يقول الرامي نعيش كل يوم بيوم ولا نعرف اذا ما ستتوسع دائرة الحرب، وفي ضوء كل يوم بيومه فان الاعياد التي مرت والمقبلة اقرزت استمرار نجاح القطاع المطعمي بينما قطاع الفنادق يتكل على السياح لرفع نسية التشغيل لديه وكذلك الامر بالنسبة لقطاع تأجير السيارات السياحية…

 

مصدرالديار - جوزف فرح
المادة السابقةالتضخم “طلوع” والقوة الشرائيّة “نزول”… أسعار المواد الغذائيّة واللحوم والفواكه والدواجن “تحلّق” بشكل هستيري…
المقالة القادمةأسعارٌ جديدة للمحروقات!