قمة عالمية في مسقط لبلورة آفاق صناعة المعارض

اتجهت أنظار المهتمين بصناعة المعارض التجارية إلى العاصمة العمانية مسقط، التي تستضيف حاليا نسخة جديدة من أعمال الرابطة العالمية المشرفة على القطاع، وسط توقعات ببلورة مجموعة من الإجراءات التي تنهض بهذا المجال الحيوي.

وتجسد النسخة التاسعة والثمانون من مؤتمر الرابطة العالمية لصناعة المعارض الذي انطلق الثلاثاء، بمشاركة مجموعة واسعة من أهل القطاع، فرصة لقياس مدى نجاحه في تجاوز العديد من الصعوبات والتحديات.

ويُعد مؤتمر هذا العام، الذي يستضيفه مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، أول مؤتمر عالمي للرابطة يعقد في منطقة الشرق الأوسط منذ عشر سنوات.

ورغم العثرات، التي تعرضت لها هذه الصناعة وخاصة خلال فترة الوباء، لكن يبدو أن هناك تركيزا كبيرا على إعطاء القطاع جرعة تحفيز من أجل جعله أكثر نشاطا في الفترة المقبلة، لما له من أهمية في الربط بين المصنعين والمنتجين والمستهلكين.

ومع استمرار القطاع في التعافي السريع من آثار الوباء العالمي، يجتمع قادة من قطاع المعارض الإقليمية والدولية في مسقط من خلال تقديم محتوى فريد ومتحدثين رئيسيين من داخل القطاع وخارجه.

وسينظر المؤتمر في مستقبل الصناعة إلى جانب فرص التواصل، وستتاح للحاضرين أيضا فرصة تبادل الدروس المستفادة واكتساب رؤى وأفكار جديدة.

ومن المقرر أن يناقش المؤتمر الذي افتتحه سالم المحروقي وزير التراث والسياحة خلال أيام انعقاده مستقبل تطوير صناعة المعارض والفعاليات بما يجعلها عامل جذب أكبر في السنوات القادمة، في ظل التطورات الطارئة على الاقتصاد العالمي.

كما سيسعى المشاركون وأكثر من خمسين متحدثا للوقوف أيضا على المخاطر والفرص العالمية والاتجاهات الرئيسة مع إيجاد حلول لاستدامته وتكامل البيانات الرقمية ومشاركة أفضل التجارب الدولية.

وأكد سعيد الشنفري الرئيس التنفيذي لمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض أن “استضافة هذا المؤتمر العالمي تسهم في التعرف على آلية العمل في قطاع المعارض والمؤتمرات وتعزيز التعاون مع الشركات المحلية والعالمية العاملة في هذا المجال”.

ونسبت وكالة الأنباء العمانية الرسمية إلى الشنفري قوله إن “المركز استضاف خلال الفترة الماضية العديد من المؤتمرات والمعارض المحلية والعالمية”.

وتشكل منطقة الشرق الأوسط أحد أبرز الأماكن حول العالم التي تنظم معارض مؤتمرات على مدار العام سواء في قطاع الطيران أو الصناعة العسكرية أو التكنولوجيا والسياحة والاستثمار وغيرها، وخاصة الإمارات والسعودية.

وتعد المعارض التجارية، التي يمكن أن تطيل من مدة المبيعات بعد الحدث نقطة اتصال في رحلة المستهلكين، والتي تهدف إلى إقامة علاقة مستقرة مع الشركات، وكذلك مع الأشخاص والشركات الذين قد يصبحون زوار المستقبل.

وفي العادة، تركز معظم المعارض التجارية العالمية، والتي تبيع الطائرات والسيارات والأجهزة الإلكترونية والأغذية والأثاث وبنادق الصيد والسكاكين واللوحات المعاصرة وغيرها، من أجل تحقيق عوائد أكبر والإبقاء على تواصلها من المشترين.

ويؤكد خبراء القطاع أن الفعاليات الاقتصادية باتت مصادر أعمال مهمة للشركات، فهي تدفع مقدما لحجز مساحة لتقديم منتجاتها رغم أن الكثير من المصنعين مثل شركات السيارات لم يعودوا يعولون عليها كثيرا مكتفين باستخدام منصاتهم الرقمية.

ورغم أزمة كورونا، التي طالت معارض دولية شهيرة في أغلب دول أوروبا والولايات المتحدة، لكن المشرفين عليها حاولوا التأقلم قدر المستطاع مع تلك المشكلة باللجوء إلى التسويق الإلكتروني.

وقامت بعض الشركات بعرض منتجاتها على الإنترنت عبر إقامة أحداث افتراضية تبثها من مقرها الرئيسي حتى يمكنها الوصول إلى الزبائن على أي حال.

غير أن خبراء التسويق يرون أنه لا يوجد بديل للاتصال المباشر مع المستهلكين بينما تحاول شركات المعارض تجميع خسائر العامين الماضيين والتي تكبدتها صناعة تضخ مليارات الدولارات في الفنادق والمطاعم وجيوب سائقي سيارات الأجرة سنويا.

وتقول الرابطة العالمية لصناعة المعارض إن تجديد نفس هذا القطاع خلال المرحلة المقبلة انطلاقا من سلطنة عمان التي تقع في مكان مثالي في المنطقة العربية وغنية بالتاريخ والثقافة سيكون فرصة كبيرة لتسليط الضوء على ما يشكله الشرق الأوسط من دافع قوي لنموه.

ويرى كاي هاتندورف الرئيس التنفيذي للرابطة أن الرابطة تسعى لإقامة مثل هذه المؤتمرات في المناطق والدول التي تشهد نموا مُطردا في صناعة المعارض.

وقال إنه “تم اختيار سلطنة عُمان لعقد مؤتمر الرابطة هذا العام لما تشهده من تطور كبير في هذه الصناعة لما تزخر به من مقومات وبيئة جاهزة تؤهلها لاستقطاب وإقامة العديد من المعارض والمؤتمرات العالمية”.

وتظهر أرقام إحصائية صادرة عن الرابطة أن حجم صناعة المعارض عالميا يحقق تريليوني دولار سنويا موزعة على أكثر من تسعة آلاف حدث بين معارض كبيرة عالمية ومتوسطة وصغيرة.

وتعطي أحداث كهذه فرصة لزيادة نشاط قطاع السياحة في العديد من الدول التي تعول عليه بالنظر إلى النفقات الهائلة التي يخصصها الزوار لحضور هذه المعارض.

وأشار مبارك الدوحاني مدير عام التجارة بوزارة التجارة العمانية في كلمة له أثناء افتتاح المؤتمر إلى أن بلاده تعد بيئة جاذبة للمؤتمرات والمعارض سواء المحلية أو العالمية.

وقال إن “احتضان مؤتمر رابطة صناعة المعارض يتزامن مع إصدار اللائحة الجديدة لتنظيم قطاع المعارض بالسلطنة بهدف تسهيل العديد من الإجراءات المتعلقة بإقامة المعارض وجذب المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع”.

ويتطلع المسؤولون العمانيون إلى الترويج لبلدهم حتى يكون وجهة جاذبة مستقبلا، إذ سيتم على هامش المؤتمر تنظيم فعالية “استكشف عُمان” للمشاركين الإقليميين والدوليين لتسليط الضوء على المواقع السياحية والمتاحف والمساجد وغيرها من المواقع بالبلد الخليجي.

وستحتضن مدينة لاس فيغاس الأميركية فعاليات مؤتمر الرابطة لعام 2023، إثر قرار الجمعية العامة للرابطة الذي عقدته في وقت سابق من هذا الشهر في روتردام أهوي بهولندا.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةبنك Goldman Sachs يتوقع تراجعا حادا للتضخم في أمريكا خلال 2023
المقالة القادمةرفع الحدّ الأدنى للأجور… هل يُلامس الـ 20 مليون؟!