إعتبر رئيس الجمعية العربية للضمان الاجتماعي المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في لبنان محمد كركي، «أن للتحول الرقمي تحديات وفرصاً حقيقية لمؤسسات الضمان مما يستدعي وضع رؤية وآليات استراتيجية واضحة، كونه يقود الى تغيير جوهري في بنية مؤسسات الضمان الاجتماعي»، مبيناً «أن اعتماد التحول الرقمي أدى الى تطوير الاداء المؤسسي لصناديق الضمان على مستوى تحسين النفاذ الى المزايا والمنافع التأمينية التي توفرها، مما يسمح لها بتوسيع مجال التغطية الاجتماعية عبر استهداف أكبر عدد ممكن من المستفيدين، وصولاً الى تحقيق التغطية الشاملة لجميع المواطنين».
عقدت الجمعية العربية للضمان الاجتماعي بالتعاون مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في الجمهورية التونسية، ندوة قومية حول التحوّل الرقمي لتطوير مؤسسات الضمان الاجتماعي، برعاية وإشراف وزير الشؤون الاجتماعية في الجمهورية التونسية مالك الزاهي، وفي حضور الى كركي، الرئيس المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في تونس عماد تركي، وبمشاركة رؤساء ومديرين تنفيذيين من مؤسسات الضمان والتأمينات الاجتماعية في العالم العربي (الاردن، البحرين، الجزائر، العراق، سلطنة عمان، فلسطين، الكويت، لبنان، مصر، موريتانيا)، اضافة الى مشاركة ممثلين عن منظمة العمل العربية والدولية و»الاسكوا».
بدأت فعاليات الندوة بحفل الافتتاح الرسمي، حيث تم تقديم تعريف بالندوة من قبل مدير العلاقات العامة في الجمعية العربية للضمان الاجتماعي محمد خليفة. ثم كانت كلمة للدكتور عماد تركي تطرق فيها الى «أهمية الندوة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 من خلال اعتماد الرقمنة في مقاومة الفقر وفي خدمة الحماية الاجتماعية، وذلك عبر تسليط الضوء على أهمية صياغة استراتيجية متكاملة للتحول الرقمي لمؤسسات الضمان الاجتماعي في الدول العربية خاصة في ظل التحديات الجديدة التي فرضتها جائحة كورونا».
بعدها، كانت كلمة للدكتور محمد كركي، أشار فيها الى أن «مؤسسات الضمان والتأمينات الاجتماعية في بلداننا العربية تعمل بشكل فعال وبكفاءة عالية في مختلف الظروف، وبأنها تمتص الصدمات سواء كانت اقتصادية، اجتماعية أو وبائية كما حصل مؤخراً مع انتشار جائحة كورونا». وأشار كركي الى أن «انعقاد هذه الندوة يأتي تنفيذاً لخطة عمل الجمعية عن العام 2022، وايماناً منها، أن لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والانجازات الرقمية أهمية في تحقيق كل هدف من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، بدءاً من انهاء الفقر المدقع وصولاً الى تعزيز فرص العمل اللائق».
كما سلّط كركي الضوء على عمل الجمعية العربية للضمان الاجتماعي، التي تعمل في إطار منظمة العمل العربية وهي تضم مؤسسات وهيئات الضمان والتأمينات الاجتماعية في الدول العربية، بهدف تعزيز وتطوير أنظمة الضمان الاجتماعي في الدول العربية من خلال التطوير الفني والإداري والتشريعي للارتقاء بالظروف الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين العرب على أسس من العدالة الاجتماعية. مع الاشارة الى ضى على انطلاق أعمال الجمعية أكثر من 8 سنوات تم خلالها تنفيذ 14 نشاطاً تمحورت حول مواضيع تهدف الى تطوير أنظمة الضمان والتأمينات الاجتماعية.
ثم كانت كلمة لراعي الندوة ألقاها نيابة عنه المدير العام للضمان الاجتماعي في وزارة الشؤون الاجتماعية في تونس نادر العجابي، أثنى فيها على «أهمية هذه الندوة في تطوير الخدمات المسداة لجميع منظوري الصناديق الاجتماعية»، منوها بـ»التجربة التونسية في مجال الخدمات عن بعد أثناء جائحة كوفيد حيث مكنت البنية التحتية المعلوماتية من تخطي عوائق عديد ومواصلة اسداء الخدمات لجميع طالبيها بالوتيرة والجودة المطلوبة، وذلك تنفيذاً للبرنامج الوطني للإصلاحات والمتعلق برقمنة الخدمات الإدارية».
واختتم الحفل بتقديم دروع تقديرية من قبل رئيس الجمعية لكل من الوزير الزاهي وللدكتور تركي.