كلفة خيالية لامتصاص فائض الليرات

عقب الانتخابات النيابية ولغاية نهاية أيار، ارتفعت الكتلة النقدية بالليرة الموضوعة في التداول بحسب بيانات مصرف لبنان بقيمة 2750 مليار ليرة. 15 يوماً فقط كانت كفيلة بخسارة الليرة أكثر من 13.7 في المئة إضافية من قيمتها، حيث ارتفع سعر صرف الدولار من حدود 27 الف ليرة قبل يوم واحد من الانتخابات إلى 38 ألفاً، ليعود سعر صرف أيار ليقفل على 31.2 ألف ليرة مقابل الدولار. فعلياً بدأت عملية ضخ الليرات تتسارع في نيسان “مع بدء تنفيذ مراسيم المساعدات الاجتماعية المستحقة، ورفع بدل النقل للقطاع العام”، بحسب عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي عدنان رمّال الذي يتوقع أن تصل كلفتها الشهرية إلى حدود 1200 مليار ليرة.

مع تراجع إيرادات الدولة، التي ما زالت مقومة بجزئها الاكبر على سعر 1500 ليرة، ومع شبه التوقف عن العمل في الادارات العامة، يُتوقع أن الزيادات التي ستعطى للقطاع العام لن تموّل من الايرادات، إنما من طباعة الليرات. وهذا ما يفسر تضخم الكتلة بالعملة الوطنية على الرغم من كل محاولات امتصاصها من خلال شرائها بالدولار على سعر صيرفة. هذا الواقع “أدخل الاقتصاد في دوامة يستحيل الخروج منها إن لم تبادر الدولة سريعاً إلى تنفيذ الاصلاحات واتخاذ الاجراءات الاساسية التي كان يجب اتخاذها قبل فترة طويلة”، بحسب عدنان رمّال. فما أضيف على رواتب القطاع العام من مساعدات وبدل نقل “ما زال لا يكفي الموظفين كلفة النقل لوصولهم إلى مراكز عملهم، وأسعار السلع المستوردة التي تشكل أكثر من 80 في المئة من استهلاكنا زادت بنسبة كبيرة نتيجة الارتفاع العالمي في الاسعار. وهذه العوامل ستدفع تلقائياً إلى ضخ المزيد من العملة الوطنية، وكلما ضخّينا ليرات أكثر كلما زاد الطلب على الدولار وكلما انهار سعر الصرف أكثر”.

وفي ظل التراجع الواضح لتدخل مصرف لبنان في سوق القطع بعد الانتخابات النيابية، والاستنسابية في التطبيق من قبل المصارف، تحول نحو 50 في المئة أو حتى أكثر من الطلب الفردي والتجاري إلى السوق الموازية فزاد الطلب على الدولار بشكل كبير وكثرت المضاربات فارتفع سعره. ويقول رمال: “نحن اليوم أمام طلب على الدولار اكثر من المعروض، والدليل هو بلوغ التداول على صيرفة في غضون 3 أيام 425.5 مليون دولار. وهذه الكتلة الضخمة تقل قليلاً عما يحوله المغتربون من عملة صعبة تقدر قيمتها الشهرية بـ 550 مليون دولار. ما يدل على تعطش السوق للعملة الصعبة، وأن البلد سيكون أمام صعوبات كبيرة في القادم من الأيام.

مصدرنداء الوطن - خالد أبو شقرا
المادة السابقةبيرم يوقع مذكرة تفاهم لتطوير منصة وظيفة
المقالة القادمةبيان لمصرف لبنان بشأن الجمعيات الوارد إسمها في جدول “الشؤون الإجتماعية”