“كورونا” يغيّر خريطة السماء.. وينسف قرناً من التقدم العالمي

في خضم وباء “كورونا” شهدت صناعة الطيران العديد من المتغيرات الملحوظة من بينها تغيير خريطة الاتصال الجوي، حتى إن شنغهاي استطاعت هذا العام انتزاع لقب المدينة التي لديها أكبر اتصال جوي مع بقية العالم من لندن التي حملته لسنوات، وذلك نتيجة لتأثير فيروس كورونا على حركة السفر.

وورد في التقرير السنوي الصادر عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا)، أن فيروس Covid-19 غير خريطة “المدن الأكثر ارتباطًا في العالم”، وأصبح الآن أربع منها في الصين الدولة التي عرفت أول تفش للوباء!

نيويورك، التي كانت ثالث أكثر المدن لناحية الاتصال الجوي عام 2019، لم تحتل أي مرتبة ضمن أفضل 10 مدن هذا العام.

ويقول سيباستيان ميكوس، المتحدث باسم الاتحاد الدولي للنقل الجوي، إن تحليل النتائج يُظهر أن الوباء قد “بدّد قرنًا من التقدم” في مجال الربط الجوي بين المدن والأسواق العالمية.

ويقيس مؤشر الاتصال الجوي لاياتا مدى ارتباط مدن دولة ما ببقية المدن الأخرى حول العالم، وهو أمر بالغ الأهمية للتجارة والسياحة والاستثمار.

وكانت الصين، حيث ظهر الوباء أول مرة، واحدة من الدول القليلة التي تمكنت من العودة إلى حالة طبيعية معينة بعد تبني إجراءات صارمة للتخفيف من تفشي الفيروس. واليوم، بينما تكافح الولايات المتحدة وأوروبا موجات جديدة من الوباء، يسافر الصينيون في إجازة ويستأنفون حياتهم اليومية تدريجيًا.

وفي الدولة الآسيوية الكبيرة، تعافت الرحلات الجوية على نطاق واسع، وخلال موسم عطلة الأسبوع الذهبي في أوائل أكتوبر، سافر 425 مليون شخص عبر الصين، وفقًا لبيانات وزارة السياحة الصينية.

وفتحت حكومة بكين تدريجيًا ممرات جوية وتناقش اتفاقيات سفر خالية من الحجر الصحي مع دول مختلفة، بما في ذلك اليابان وسنغافورة. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى “آلية عالمية” تستخدم رموز QR لفتح السفر الدولي.

على النقيض من ذلك، ووفقًا لأياتا، عانت أميركا اللاتينية من انهيار في شبكة اتصالها الجوي بنسبة 91%. وتشير الوكالة إلى أن المكسيك وتشيلي هما الدولتان الوحيدتان اللتان كان أداؤهما “أفضل نسبيًا” على ما يبدو “بسبب توقيت الإغلاق الداخلي في هذه الدول ومدى صرامة تطبيقه”.

وأداء بقية العالم لم يكن جيدًا أيضًا، فبحسب الاتحاد الدولي للنقل الجوي، تضررت مراكز النقل الرئيسية مثل لندن ونيويورك وطوكيو، بشدة من الانخفاض الحاد في الرحلات الجوية من وإلى مدنها.

ولندن، على سبيل المثال، التي احتلت المركز الأول لسنوات، شهدت انخفاضًا بنسبة 67% في اتصالات السفر الجوي. وشهدت بانكوك عاصمة تايلاند وهونغ كونغ انخفاضًا حادًا بنسبة 81% في الاتصال الجوي مقارنة بالعام السابق.

وعلى مدى العقدين الماضيين، تضاعف عدد المدن المتصلة مباشرة عن طريق الجو، بينما انخفضت تكاليف السفر بشكل كبير. وقبل وباء Covid-19، كان نمو الاتصال الجوي قصة نجاح عالمية.

مصدرالعربية
المادة السابقةهل تتخلى شركات التكنولوجيا الكبيرة عن عمليات الاستحواذ؟
المقالة القادمةلتعزيز السفر.. بريطانيا تختم جوازات الحاصلين على لقاح كورونا