المدير السيئ أو المتسلط أو الذي لا يملك أدنى فكرة عما يقوم به، هو السبب الأول لاستقالة الموظفين حول العالم. الواقع هو أن قلة قليلة تتمكن من خلق علاقة جيدة مع مديرها، والبقية تخضع لمزاجية تتنوع بين يوم جيد مقابل أسبوع كامل من الطباع الحادة.
لا يوجد وصفة سحرية تمكنك من التعامل مع مديرك؛ لأن السلطة أحياناً تفعل فعلها بعقول البشر، وتحولهم إلى مخلوقات غريبة. في المقابل عليك تذكر أنه بشري أيضاً، وأنه قد يكون يعاني بدوره من مدير سيئ بمركز أعلى، لكن وبما أنه في موقع سلطة؛ فهو يمنح نفسه الحق بإسقاط إحباطه والتنفيس عن غضبه من خلال معاملة الموظفين بطريقة غير مقبولة أحياناً.
لكن قبل أن يتمكن من استنزافك، تعلم التعامل مع المواقف الأغرب التي قد يضعك مديرك فيها حين يتفوه بهذه العبارات.
مدير بطباع حادة هو أسوأ نوع، ولا يتردد قبل استخدام عبارات نابية أو لا تليق بمنصبه، المشكلة هنا هي أنه لا يمكن توقع تصرفاته؛ مما يجعلك كموظف في تأهب تام طوال الوقت.
في حال كان مديرك يختبر نوبات غضب بشكل دوري؛ فهناك ٣ أمور يمكنك فعلها في حال كان يتجاوز الحدود، لدرجة أنه يهينك أو يتنمر عليك، عليك اللجوء إلى قسم الموارد البشرية في الشركة، أو إلى أي شخص يضعه عند حده؛ لأن هذه النوعية من التعامل غير مقبولة على الإطلاق.
أما في حال لم يكن يتجاوز الحدود؛ فيمكنك حينها تحمل مسئوليتك بالدور المنوط بك فقط، مثلاً جن جنونه بسبب مشروع فاشل، هنا عليك أن تتحمل المسئولية الجزئية المتعلقة بك، والأفضل هو التخطيط لموعد لاحق معه حين يكون بمزاج هادئ تقدم خلاله الحلول المحتملة للمشكلة.
المقاربة الثالثة والتي ننصح بها بشدة، هي الصمت وعدم الرد على الإطلاق، أحياناً الرد الأكثر نضوجاً هو عدم الرد، راقب تأثير صمتك عليه، ثم انطلاقاً من ردة فعله، خطط للخطوة الثانية.
الرد هذا من أغرب الأمور التي قد يرددها مديرك على مسامعك، لكن قبل الاستسلام، عليك أن تدرك أن راتبه هو مشكلة تنحصر بينه وبين مديره، ولا علاقة لك بالأمر، ولا يحق له وضعك في هذا الموقف، إن كان مديرك يشعر بالإحباط والغضب؛ لأن مديره لا يمنحه علاوات؛ فعليه التعامل مع الأمر، ولا يمنعك من الحصول على علاوة؛ كي يشعر بشكل أفضل حيال نفسه.
لكن بما أنك لا يمكنك إبلاغه بما تفكر؛ فعليك طرح الأسئلة المباشرة هنا؛ لأن الصورة لا تبدو مشرقة تماماً في هذه الشركة لناحية العلاوات، اسأله عن تأثير قراره هذا على مستقبلك في الشركة؛ فهل سيكون الرفض دائماً؟ يحق لك معرفة ما ينتظرك ومعرفة نوايا مديرك حين يتعلق الأمر براتبك.
الجملة هذه قد تتخذ أشكالاً أخرى مثل «تذكر من يدفع لك راتبك»، أو «ستقوم بذلك سواء أعجبك أم لم يعجبك »، أو «حين أطلب شيئاً أتوقع تنفيذه من دون اعتراضات»، المشكلة هنا هي أنك تتعامل مع شخص، إما يشعر بالتهديد من الموظفين، أو مدير لا يعرف كيفية التعامل مع الآراء المختلفة.
المثير للضحك هنا هو أن الموظفين يدركون تماماً أنه المدير، لكن تفوهه بتلك الجملة أو قيامه بتصرفات يحاول من خلالها إثبات أنه المدير، تجعله يبدو سخيفاً، وبالتالي يفقد هيبته، كما يدمر كلياً حس التعاون بينه وبين الموظفين.
ردك هنا يجب أن يكون ذكياً ومنمقاً، تقوم من خلاله بإشباع غروره، أكد له أنه المدير، وأنك لن تقوم بأي تصرف يتجاوز سلطته، لكن لا تعرض وجهة نظرك المختلفة عنه في تلك الجلسة مجدداً، الخطوة التالية قد تتخذ وجهين، الأول هو القيام بالأمور كما يراها، وهي قد تنجح أو تفشل، أو إعادة طرح وجهة نظرك من زواية أخرى تجعلها تبدو وكأنها مستوحاة من أفكاره وتعليماته وتوجيهاته.
المدير الخمول هو أسوأ الأنواع على الإطلاق؛ فحين تقفز من مكان إلى آخر محاولاً إنجاز كل ما هو مطلوب منك، يتسكع هنا وهناك في المكتب، أو يقوم بأمور لا أهمية فعلية لها. المواجهة هنا لا مفر منها؛ خصوصاً إن كان خموله يمنعك من إتمام العمل، لكن عليك أن تعتمد أسلوباً ذكياً .
قم بإبلاغه بأنك تحتاج إلى رده؛ لأن المشروع مثلاً يعتمد على هذه الردود، ومن دونها لن تنجزوا العمل ضمن المهلة الزمنية المحددة. ردة فعله قد تكون التجاهل وحينها ما باليد حيلة؛ لأنه لا يمكنك اللجوء لمديره؛ لأن ذلك سيرتد عليك سلباً، سيكون عليك القيام بما يمكنك القيام به، وحين يحين موعد التسليم، ستعرف الإدارة من الملوم، أو قد يجعله ردك يدرك أنه يضع نفسه في موقف محرج أمام الإدارة بسبب خموله، وقد ينجز المطلوب منه.