تأقلم المواطن مع أزمة البنزين، وعدّل برنامجه اليوميّ وفق مواعيد فتح محطات الوقود لأبوابها. لما لا يقل عن نصف ساعة، يتجهّز الباحث عن البنزين للانتظار، في طابور يتضخم على نحو تدريجي مع ساعات النهار. وقد ينتظر البعض ساعات حتى يحين دوره لتعبئة البنزين. ومع اشتداد الأزمة، صار البعض، وبالاتفاق مع صاحب المحطة، يركن سيارته من اليوم الذي يسبق موعد تعبئة البنزين داخل المحطة، ليحجز دوراً في مقدمة الطابور.
لكن المواطن اللبناني لا يضيّع وقته هباءً، فابتدع سبلاً عدة لتقطيع الوضع. البعض أنجز أعماله محوّلاً سيارته إلى مكتب، والبعض الآخر أنجز مهمات بيتية من سيارته، فيما تسلّى آخرون بالتواصل الإجتماعي والألعاب على جهاز الهاتف. وفي انتظار البنزين، نشأت صداقات على هامش الطابور، فيما البعض أحضر نرجيلته.