يتفقّد سيزار منصات الدولار في السوق السوداء ليجد أنها ترتفع كلّ يوم أكثر فأكثر، هذا الارتفاع وغير المبرّر للدولار بهذا الشكل يؤثّر على حياة الناس بشكل أساسي، لناحية ارتفاع أسعار السلع، وبالتالي حتماً سيؤدّي الى إنخفاض القدرة الشرائيّة للمواطنين وغيرها من الأمور.
إذا،ّ سعر صرف الدولار مقابل الليرة يرتفع، في حين أن الرواتب التي يتقاضاها المواطنون بالليرة إنخفضت قيمتها مع الارتفاع الملحوظ، بينما الاسعار تجنّ صعودا. هذا من جهة، أمّا مسألة تغيير آلية دعم المحروقات من جهة أخرى، جاءت لتنقل عملية دفع الشركات للدولار من السوق السوداء إلى 45%، والدولار على منصة صيرفة الى55%، في حين كانت في الأسبوع الماضي 30% من السوق السوداء و70% على منصّة صيرفة. هذه العوامل كلها تدفعنا للتساؤل إلى أين سيصل الدولار؟!.
“بكل بساطة ان العملة الخضراء ترتفع بسبب وجود مضاربة قوّية من قبل التجار والصيارفة”. هذا ما يؤكده الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة، لافتاً عبر “النشرة” إلى أنه “إذا افترضنا أنّ التجار يستوردون على السوق السوداء واليوم الدولار يرتفع بشكل كبير، وهم يلجأون الى رفع أسعارهم، فالزيادة الناجمة عن الارتفاع تشكّل ربحاً لهم”، مؤكّداً أنّ “لدى هؤلاء مصلحة ألاّ ينخفض الدولار في السوق السوداء”.
إذاً، وبحسب عجاقة، التجار هم المفتاح في لعبة رفع الدولار، فالصرّاف يبيع الكمّية الكبيرة منه إلى التاجر، وبالتالي هو المضارب الأوّل والأخير على الليرة، وفي يده القدرة على تحريك وتذبذب السوق السوداء.
في مقابل هذه النظرية، هناك نظريات تقول إن ارتفاع سعر الدولار مرتبط بشكل أو بآخر بقضيّة الآليّة التي يضعها مصرف لبنان لدعم المحروقات. وفي هذا الاطار تعتبر مصادر، عبر “النشرة”، أنّ “هناك إتجاهاً تدريجياً وسريعاً لدى البنك المركزي لرفع الدعم عن المحروقات”، مع العلم أنّ الشركات المستوردة تعتبر أن الاليّة التي يضعها حاكم المصرف المركزي رياض سلامة ليست واضحة، وهنا تتساءل المصادر “هل يلجأ المستوردون للمحروقات للضغط على المركزي عبر رفع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، خصوصاً وأن لديهم القدرة على ذلك”؟.
الدولار في السوداء السوق يرتفع بشكل كبير جداً ولامس 34250 ليرة صباح أمس، هنا يشدّد عجاقة على أنه “ليس السعر الحقيقي له لأنه ليس ناتجا عن العرض والطلب الاقتصادي، ولكن في حال لم يتدخّل مصرف لبنان للجم هذا الارتفاع فإن أحداً لا يمكن أن يتكهّن ما سيكون عليه في الفترة القريبة المقبلة، لأنه يتحرّك بشكل كبير ومرتفع”.
الواضح أنّ التجار الآن هم في مرحلة “الغَرْف” الكبير على حساب المواطنين، وهذا الأمر حتماً ينعكس على سعر صرف الدولار الذي، وإن بقي على ارتفاعه الحالي، يتجه حتماً إلى المزيد من الصعود، ولا أحد يمكن أن يعرف بالأرقام التي سيكون عليها في نهاية الشهر الحالي…