بعد مضي أكثر من 10 اشهر على درس مشروع موازنة عام 2019 بدأ الدخان الابيض يتصاعد تباعاً من مداخن مجلس النواب اللبناني.
بعد جلسات متتالية استمرت حتى ساعات الليل خرجت الموازنة التي اعدتها الحكومة بثقة النواب وسط غياب ثقة شعبية كان ابرز مشاهدها العسكريين المتقاعدين الذين علا صوتهم بالقرب من المجلس. ويبقى السؤال ما اهمية الموازنة؟ وهل الارقام التي طرحت واقعية وقابلة للتطبيق؟ وكيف ستؤسس لموازنة 2020؟
الخبير الاقتصادي وليد بو سليمان لفت الى ان “تصاريح وزير المالية علي حسن خليل التي طلب عبرها من المؤسسات الرسمية ارسال موازناتها الى وزارة المالية تؤكد موازنة 2019 ستؤسس فعلياً لإقراراً موازنة 2020 في موعدها الدستوري”. وتمنى ان تنكب وزارة المالية ومجلس الوزراء على دراستها واقرارها وارسال المشروع الى مجلس النواب قبل تسرين الاول احتراماً للمهل الدستورية”.
وبالحديث عن الارقام، اوضح بو سليمان ان هذه الارقام هي ارقام ورقية وليست واقعية، فنحن في الشهر السابع من العام ولا تزال كل الضرائب والاصلاحات وتخفيض النفقات غير منشورة في الجريدة الرسمية ما يعني اننا في اول 7 اشهر من العام لا زلنا ننفق على القاعدة الاثني عشرية وبالتالي خفض العجز بنسبة 2-3% للوصول الى 7% قد لا يكون امراً واقعياً”.
وبالحديث عن اهمية الانتظام المالي، لفت بو سليمان ان هذا الانتظام يبعث بطمأنينة واشارات ايجابية تعزّز الثقة، من خلال الاستحواذ على ثقة المستثمر والمستهلك والمؤسسات الدولية التي تراقب لبنان، وهذا الامر يحرك العجلة الاقتصادية ويرفع الاستهلاك والاستثمار بشكل جيد من جراء الاستثمارات الخارجية المباشرة “.
وفي رد على سؤال عن اهمية اقرار الموازنة في ظل الشلل الذي يصيب مجلس الوزراء، شدد ابو سليمان على ان “الموازنة هي من اهم الوثائق التي تنبثق عن الدولة والتي تعكس السياسة المالية والرؤية الاقتصادية للدولة. وقال: “اذا لم نقر موازنة فاننا نقود سيارة من دون مقود، لا يمكن عدم اقرار الموازنة في اي بلد مهما كانت الاحداث التي يشهدها”.