لحم العجل “المدعوم” لا يُرضي زحلة… والغنم يختفي عن الموائد

يتراوح سعر كيلو لحمة “العجل” بزحلة بين 65 الفاً و75 ألف ليرة. أما لحوم الغنم فقد إختفت من الملاحم كلياً. فإرتفاع سعر الكيلو منها بحسب اللحامين الى 150 ألفاً، إنعكس تراجعاً تلقائياً في كمية إستهلاكه، وبالتالي أصبح التعامل به في الملاحم مغامرة بالنسبة للحامين.

حاولنا البحث عن اللحمة المدعومة في زحلة. ولم تخرج سوى بتبريرات حول عدم توافرها، تفاوتت بين “لحام الحي”، “مزارع اللقيس” الذي يوفر فرعه في زحلة كميات لحوم كبيرة، وتجار اللحوم. وخلاصتها أن بيع اللحوم بالسعر الأقصى الذي حددته وزارة الإقتصاد، أي 45 ألف ليرة، غير متاح بزحلة، إلا إذا…

إنطلاقاً من هذا الواقع يصبح اللحام ملزماً بنوعية محددة من العجول التي تؤمن أكبر كمية من لحمة “الهبرة”، الأمر الذي يؤكد لحامون أنه غير متوفر في اللحم المدعوم، حيث يفوق حجم العظام أحياناً كمية اللحمة التي يمكن إستخراجها منها، وبالتالي حتى لو توفر العجل المدعوم بالملحمة، لن يكون قادراً على بيعه بالسعر المحدد من قبل وزارة الإقتصاد.

في “مزارع اللقيس” هناك خياران للزبون إما لحم مدعوم بـ 45 الف ليرة أو غير مدعوم بـ 75 ألف ليرة. مع إمكانية لتوفر الغنم الذي يقول مدير المؤسسة فواز جعفر انه يربى بمزارعها.

ولكن لدى احد أبرز تجار اللحوم في المدينة شرح آخر. بحسبه كل اللحوم التي تباع في سوق زحلة مدعومة. وخصوصاً في الأسبوع الاخير حيث تأمنت كميات وافرة لمختلف المناطق. ولو كانت غير مدعومة برأيه لما بيعت بأقل من 130 ألف ليرة للكيلو. إلا أن اللحام بزحلة وفقاً للتاجر لا يمكنه أن يبيع الكيلو بـ 45 ألف ليرة حتى لو كان مدعوماً، اولاً لكون السعر لم يعد منطقياً في ظل وصول سعر الدولار الى 12 ألف ليرة. ثانياً لأن الكميات المستهلكة في ملاحم زحلة توازي نصف عجل أسبوعياً، بينما هي تتفاوت بين عجل وثلاثة عجول يومياً في باقي مناطق البقاع، وهذا يجعل التاجر يفضل بيع سواه، بينما اللحام مجبر على رفع اسعاره لتأمين مصاريف ملحمته ومتطلبات معيشته. وثالثاً لأن الزبون الزحلي لا يشتري اللحمة سوى حمراء، أي أنه يرفض إضافة الدهون اليها وهذه تشكل خسارة بالنسبة للحام.

خلاصة الشروحات المقدمة أن أهالي زحلة لن ينعموا بسعر لحوم توازي السعر الذي بدأ يعتمد مؤخراً في مناطق بقاعية قريبة ومن ضمنها بعلبك. والنتيجة تراجع كبير في نسبة الإستهلاك يحددها اللحامون بـ 50 بالمئة، أما اللحمة الغنم التي تشكل المكون الاساسي للكبة النية واطباق الفتيلة والقصبة النية التي تسمى في زحلة “السودا” فيبدو أنها ستختفي لفترة عن موائد مدينة بنت شهرتها على أطباقها المميزة والغنية باللحوم.

مصدرنداء الوطن - لوسي بارسخيان
المادة السابقةنقابة مصدري ومستوردي الفاكهة والخضر: لغربلة المصدرين واعطاء الاولوية للشركات المعروفة منذ 40 عاما
المقالة القادمةوزير الزراعة: شهادة المنشأ لأي شحنة لا تمر على وزير الزراعة