ماذا وراء الاهتمام الروسي بلبنان وزيارة وفد استثماري رفيع؟

إنتشر الاسبوع الفائت خبر عن زيارة ثانية لوفد استثماري روسي وفي جعبته سبعة مشاريع انقاذية للبنان تشمل إعادة إعمار مرفأ بيروت، وتحديث مرفأ طرابلس»، حيث أن شركة»هيدروانجنيرنغ اند كونستركشن» الممثلة داخل الوفد، تحظى بتوجيه ودعم من الحكومة الروسية، وهي تضم هيئات تمويلية وهندسية متخصصة.الوفد الروسي أبدى رغبته ببناء ٣ محطات لتوليد الطاقة، بالإضافة إلى تأهيل مصفاتي نفط، في الزهراني وطرابلس (البداوي)، وأجرى الوفد لقاءات مع وزارة النقل والأشغال لبحث المواضيع المتعلقة بالمرافئ، كما التقى مع ممثلي وزارة الطاقة لدراسة المواضيع النفطية والمصافي.الجانب الروسي قدم للبنان اقتراحا فنيا للمصافي بحيث تتمكن من تغطية الطلب المحلي الكامل للبنان، لافتا إلى أن الخبراء الروس سيطلعون خلال الأيام القادمة على المرافئ وسيتواصلون مع المعنيين اللبنانيين لبحث العروض.

روج للشركة في لبنان على أنها ضخمة، ولكن في الواقع أنها كانت قد تأسست حديثاً في ٥ شباط من العام الجاري برأسمال ١٠ آلاف روبل أي ما ‏يعادل ١٥٠ دولاراً أميركياً، ولم يسبق لها تنفيذ أي مشاريع كبيرة سواء متعلقة بالطاقة أو ‏بتطوير الموانئ. بحسب المعلومات فقد تبيّن أنّ هذه الشركة تأسست بغرض الدخول إلى أسواق جديدة مثل ‏لبنان نظراً لكون شركتها الأم «ستروي ترانس غاز»، مدرجة على قوائم العقوبات الأميركية ‏ولا يمكن لأي دولة أو جهة التعامل معها خشية إخضاعها للعقوبات.

وفي سياق متصل انتشرت معلومات عن صلة وثيقة لها برجل الأعمال السوري جورج حسواني الذي أسس شركة “هيسكو” للهندسة والإنشاءودخل من خلالها بقوة في عالم الأعمال، حيث نفذ عدة مشاريع مع شركات سورية حكومية تعمل في مجال النفط والغاز، كما نفذ مشاريع لوزارة الطاقة، ووزارة النفط والثروة المعدنية، ووزارة الصناعة، وكذلك لوزارة الدفاع. المريب في الامر ان شركة «هيسكو»تعتبر ذراعاً لشركة روسية هي شركة «ستروي ترانس غاز» والتي وقعت عقداً مع الشركة السورية للغاز لبناء مصنع لمعالجة الغاز، وهي نفسها الشركة الأم «هيدرو انجنيرنغ اند كونستركشن» الممثلة داخل الوفد الروسي السابق الذكر.

فما الذي تحمله هذه الشركة للبنان؟ وماذا عن ارتباطاتها وامكانية تعريض لبنان إلى المزيد من العقوبات في حال تنفيذ المشاريع التي هي في جعبتها؟ وهل من الممكن فعلاً أن تنتشل هذه المشاريع لبنان من أزمته الإقتصادية وتحديداً أزمة الطاقة، أم أنها سوف تكون إمتداد لمصالح روسيا في المتوسط وتواجد إقتصادي جديد للبنان في خضم حرب عالمية باردة تدور رحاها على شواطئنا؟

النائب السابق أمل ابو زيد المقرب من الروس قال ل»الديار» ان الاعلام اللبناني تحدث كثيراً عن المشاريع التي من الممكن ان تقوم بتنفيذها الشركة في لبنان وهي على سبيل العناوين لا التفاصيل تتمحور حول في مجالات الطاقة الكهربائية، تكرير النفط الخام، او حتى في مجال المرافىء كتوسيع مرفأ طرابلس وامكانية العمل على اعادة تأهيل مرفأ بيروت وغيرها. أبو زيد الذي نفى أي علم له بوجود مشاريع مشتركة بين «هيدرو انجنيرنغ اند كونستركشن» وبين السيد جورج حسواني، اكد ان العقوبات المفروضة على التعامل مع شركات تقع عليها عقوبات يجب التنبه من التعاطي معها خصوصا اذا كان مجالها في سوريا،ولكن وفق معلومات أبو زيد، فان الشركة التي زارت لبنان مؤخراً لا تقع تحت العقوبات، وانما على العكس من ذلك فلا بد من الاشارة هنا الى ان هذه الشركة تتمتع بدعم الدولة الروسية من اجل العمل في لبنان لا بل بالإضافة إلى ذلك فإنه قد يكون وجودها في موقع متقدم في لبنان حافز لشركات روسية أخرى من اجل التعاون معها في مجالات عدة على الاراضي اللبنانية.

أبو زيد الذي رأى أنه إذا ما قدر للحكومة اللبنانية أن تعطي موافقتها لهذه الشركة القيام باعمال بناء معامل انتاج الطاقة الكهربائية حسب نظام BOT أو ما يعرف بنظام التحويل والتشغيل والبناء، وهو عبارة عن نظام التشغيل والبناء والتحويل بالإضافة إلى نقل الملكيّة أو التشييد، حيث يتم قيام مستثمر من القطاع الخاص بعد إعطائه ترخيص من جهة حكوميّة مختصّة من أجل تشييد أو بناء مشروع بنيّة أساسيّة من جهة، او حتى درس امكانية بناء مصفاة تكرير النفط لانتاج حاجةلبنان اليومية من البنزين وغيره من المشتقات النفطية من جهة أخرى ، فانها سوف تكون بذلك قد قامت بعمل مهم من اجل توفير الفاتورة النفطية التي تقدر بمليارات الدولاراتوالتي يعود معظمها الى جيوب محتكري هذه المواد حصرا.

 

 

مصدرليبانون فايلز - الديار - رجاء الخطيب
المادة السابقةهل يتم الاقفال لأسبوعين؟
المقالة القادمةحوماني: من الممكن أن نصل لوقت نخوض فيه إضراباً مفتوحاً في الضمان