سقطت حكومة تصريف الأعمال مجدداً في امتحان معالجة الخلل الخطير في موضوع هيكلة المصارف، فهي انكشفت في جلسة مجلس الوزراء أمس، أنها بأكثريتها في جيب أصحاب هذا القطاع، وليست في موقع الحريص على ودائع مئات الألوف من المواطنين.
وفي المعلومات حول وقائع الجلسة التي شاءت الصدف أن يكون وزيرا الطائفة الدرزية رأس الحربة فيها، ان وزير شؤون المهجرين عصام شرف الدين، سجّل اعتراضه على مشروع إصلاح المصارف وإعادة تنظيمها (هيكلتها) بذريعة ان المشروع «واضح بالبنود المطروحة أنه مشروع إفلاس للمصارف وليس إعادة هيكلة».
وطرح شرف الدين في مداخلته المرفقة بدراستين لكل من الدكتور نبيل نجيم والدكتور عماد عكوش، مجموعة أسئلة:
– هل تم تطبيق القوانين المرعية الإجراء والمذكورة في المادة 38 من مشروع القانون المقترح، ولا سيما قانون النقد والتسليف، والقانون رقم 110 تاريخ 1991/11/7 (إصلاح الوضع المصرفي)؟
– أين الإحصاءات والأرقام للبناء عليها في تقييم أوضاع المصارف وتحديد المشكلات الأساسية لاقتراح المعالجة لها؟ وهل من الممكن تقييم موجودات المصارف طالما لم يبت مصير الودائع لدى المصرف المركزي؟
– لماذا لم تسأل المصارف عن الأرباح، كما سئلت عن الخسائر؟
ولفت شرف الدين الذي يدين بالولاء للنائب السابق طلال ارسلان، وعبره للوزير السابق مروان خير الدين الملاحق فرنسياً على المستوى المصرفي، إلى أنّ المشروع لا «يلحظ موجبات الدولة تجاه مصرف لبنان، وبالتالي تجاه المصارف والمودعين». وقال: «إنّ تمرير المشروع يعني الوداع للودائع لقاء إعادة هيكلة مصارف مفلسة قسراً، ويسعى لتحرير المصارف من الأعباء الملزمة بتعويضها بطريقة عادلة!».
وبالطريقة نفسها التي اعتمدها شرف الدين، كانت مداخلة وزير التربية عباس الحلبي التي وصفت بأنها «شرسة جداً ضد مشروع هيكلة المصارف». وطالب بـ»عدم تحميل المصارف المسؤولية عن خسائر المودعين»، ما أوحى ان عضويته في مجلس إدارة أحد المصارف، فضلاً عن مصاهرته مالكه، مثلتا خلفية دفاعه هذا.
في المقابل طلب ميقاتي من نائبه سعادة الشامي «إعادة صياغة المشروع، وفقاً لملاحظات شرف الدين، وفي حال الانتهاء من الصياغة خلال أيام، تعقد الحكومة جلسة خاصة بالمشروع الثلاثاء المقبل». علماً ان الشامي كان مدافعاً عن المشروع، واستاء من «حيادية» ميقاتي أثناء حملة الوزيرين.
ولاحقاً، تولى شرف الدين توزيع منشور على «الواتس أب» وصف فيه نفسه بأنه «ضمير الوطن وصوت الأشراف ورمز النزاهة… بوركت وحماك الله يا ناصر الحق والخير»!