تنشط أسواق “البالة” في طرابلس بشكل كبير، وتعجّ محلات بيع الملبوسات والأحذية القديمة المستعملة بالزبائن، في حركة لم تعتد عليها هذه المحلات والأسواق إلا ما ندر، إذ لم تعد مقصد الفقراء ومحدودي الدخل كما كانت الأمور في السابق، فحتى من كانوا يسمّون في السابق بالطبقة الوسطى اصبحوا اليوم فقراء وصارت هذه المحلات مقصداً لهم أيضاً.
وسواء تحدّثنا عن سوق “البالة” عند نهر أبو علي أو على المحلات القريبة من المسجد المنصوري الكبير، أو المحلات المتوزّعة هنا وهناك في طرابلس، فجميعها تشهد حركة إقبال لافتة هذه الأيام، في حين تفتقدها باقي المحلات والأسواق، لا سيما بعد انقضاء عيد الفطر السعيد، حيث شهدت الأسواق في طرابلس حركة مقبولة في تلك الفترة. والإنتعاش الملحوظ في أسواق “البالة” في طرابلس يمكن تلمّسه من حركة الزبائن في تلك المحلات التي تشهد هجمة غير مسبوقة من المواطنين، لا سيما مع مطلع بداية فصل الصيف لشراء الملبوسات الصيفية للموسم الجديد، بعدما باتت المحلات العادية غالية جداً ولا تناسب الكثير من العائلات والأشخاص في هذه الأيام الصعبة.
وعزا مهنّد، وهو صاحب محل “بالة” في سوق جسر نهر أبو علي الإقبال المتزايد على هذه المحلات “إلى أن غالبية الناس لم تعد لديها الإمكانية لتشتري الملبوسات الجديدة لأن أسعارها على اللبناني صارت أشبه بنار كاوية، والناس لا تزال معاشاتها ومداخيلها هي هي على الدولار القديم ومن دون أي زيادة، وقال: “نشتري البضاعة بالكيلو على سعر الدولار الجديد، من تجار بيروت أو حتى من المرفأ، ونبيعها باللبناني بأسعار لا تزال مقبولة لدى عامة الناس، وعندما نفردها وننزع عنها الأكياس نجد بينها ماركات عالمية مشهورة وأسعارها خيالية في محلات الجديد، نبيعها باللبناني وبأسعار مقبولة جداً، ولذلك تقصدنا الناس من كل مكان ويوصوننا بأن نعلِمهم بموعد تنزيل البضاعة حتى يأتوا ويبحثوا.
إلى ذلك، تشهد المناطق الأخرى في جوار طرابلس افتتاح العديد من محلات ملابس “البالة” بشكل مستمر، حيث انتشرت في الكثير من الأماكن والبلدات والقرى، في عكار والمنية وغيرهما، وتقصدها الناس لأنها تجد فيها أن العملة المحلية لا تزال لها بعض القيمة، بعدما فقدتها في محلات الجديد وصارت لا تساوي شيئاً.