يثير استيراد مصر للغاز الإسرائيلي في وقت تتزايد فيه كشوفاتها وإنتاجها من الغاز الكثير من التساؤلات في الشارع المصري. وتجدّدت المخاوف من سيطرة الاحتلال على سوق غاز مصر بالتزامن مع الاجتماع الوزاري الثاني لمنتدى غاز شرق المتوسط الذي يعقد مساء اليوم في القاهرة، بمشاركة وزير طاقة الاحتلال الإسرائيلي، يوفال شتاينتس.
وكان رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتياهو، وصف تصدير الغاز الإسرائيلي لمصر بانه يحقق الرفاهية للشعب الإسرائيلي في تغريدة نشرتها ” العربي الجديد” الأسبوع الماضي.
وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز قال، أمس، إن صادرات الغاز الإسرائيلي ستبدأ بعد 4 شهور وستصل إلى 7 مليارات متر مكعب في غضون 10 سنوات.
وقال الوزير الإسرائيلي على هامش منتدى الغاز بالقاهرة، أن نصف الغاز الإسرائيلي المستورد سيستخدم للاستهلاك المحلي، فيما سيتم تسييل النصف الآخر واعداده للتصدير، كما تحدث عن التعاون المستقبلي بين الحكومة المصرية وإسرائيل لتصدير الغاز . وهذا التصريح أثار تساؤلاً في الشارع المصري حول ما إذا كانت إسرائيل ستقوم بالسيطرة على موارد الغاز المصري المكتشف حديثاً واستخدامه لرفاهية شعبها بدلاص من رفاهية الشعب المصري.
ويذكر أن تحالف شركات إسرائيلية ومصرية كانت قد وقعت في سبتمبر/ أيلول الماضي، اتفاقاً لشراء حصة 39% من أنبوب غاز المتوسط بقيمة 15 مليار دولار. وهو ما يعني حسب تفسيرات خبراء سيطرة هذا التحالف الذي تقوده الشركات الإسرائيلية على تسويق وتصدير الغاز المصري. وبالتالي منح نتنياهو فرصة الضغط السياسي أكثر على مصر في قضايا حيوية بالمنطقة.
ويذكر ان إنتاج مصر من الغاز الطبيعي ارتفع إلى ثمانية مليارات قدم مكعب يومياً، ما أدى إلى تحقيقها الاكتفاء الذاتي واستئناف التصدير.
وعلى صعيد تزايد موارد الغاز المصري، أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية، يوم الثلاثاء، عن كشف جديد للغاز الطبيعي في دلتا النيل، بمعدل إنتاج يصل إلى 20 مليون قدم مكعب غاز يومياً.
وذكرت الوزارة، في البيان، أن “شركة بترول بلاعيم (بتروبل) حققت كشفاً للغاز الطبيعي بمنطقة امتياز القرعة بدلتا النيل، وجار حالياً العمل على وضعه على الإنتاج بمعدلات تصل إلى 20 مليون قدم مكعب غاز يومياً”.
وأوضح رئيس الشركة عاطف حسن، أن عملية حفر البئر الاستكشافي في منطقة امتياز القرعة أسفرت عن اكتشاف الطبقات الحاملة للغاز الطبيعي خلال عمليات حفر البئر، التي بدأت أعمالها في مايو/ أيار الماضي، وتم إنجازها بأقل تكلفة اقتصادية ممكنة.
ولفت إلى أن الاختبارات التي أجريت للبئر المكتشفة أسفرت عن معدلات إنتاج مبدئية 17 مليون قدم مكعب غاز يومياً، حيث يجري الإسراع في ربط البئر بتسهيلات الإنتاج القائمة في المنطقة ومحطة معالجة الغاز، تمهيدا لنقل الغاز عبر الشبكة القومية للغاز الطبيعي.
من جانبها، أعلنت شركة (إيني) الإيطالية العملاقة للنفط يوم الأربعاء، أنها بدأت الإنتاج في حقل نفط جنوب مليحة في الصحراء الغربية المصرية، على بعد نحو 130 كلم شمال واحة سيوة.
ووفقاً لبيان نشرته الشركة الإيطالية على موقعها الإلكتروني، فإن الإنتاج الحالي من بئري النفط يبلغ نحو 5000 برميل يومياً، ومن المتوقع أن يصل إلى 7000 برميل يومياً بحلول سبتمبر/ كانون الأول 2019.
وبحسب إيني، فسوف يتم نقل النفط لمعالجته في منشآت مصنع مليحة التي تديرها شركة (عجيبة)، وهي إحدى شركات قطاع البترول المصري، وتأسست في العام 1981 كشركة تشغيل وعمليات تابعة للهيئة المصرية العامة للبترول.
وأضافت الشركة الإيطالية، أنه من المخطط الآن حفر آبار استكشافية أخرى في مناطق قريبة من منطقة الاستكشاف في حقل مليحة، الذي تم اكتشافه في العام 2018.
وأوضحت إيني، في البيان، أن عجيبة، وهي شركة التشغيل نيابة عن الأولى والهيئة المصرية العامة للبترول، قامت أخيرا باكتشافين إضافيين للنفط في حقل قريب في منطقة امتياز حقل مليحة في الصحراء الغربية، وتحديدا في منطقتي بسمة وشيمي.
وفيما يتعلق بمنطقة خليج السويس، فقالت إينى إنها نجحت من خلال شراكتها مع الهيئة العامة المصرية للبترول وعبر شركة بتروبل فى الوصول إلى طبقة جديدة فى اكتشاف جنوب سدرى، والذى أدى إلى كشف بترولى جديد. ولفتت إلى أن الاكتشاف الجديد تم من خلال بئر Sidri-23، وتبلغ الاحتياطيات المقدرة له حوالى 200 مليون برميل من النفط.
وتستهدف مصر جذب استثمارات بعشرة مليارات دولار في قطاع النفط خلال العام الجاري، حسب وزير البترول طارق الملا. وأعلنت مصر، في فبراير/شباط الماضي فوز شركات محلية وعالمية، من بينها إيني، بـ 12 امتيازا للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في خليج السويس والصحراء الغربية والشرقية.