دعت كريستالينا جورجيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، الحكومات حول العالم إلى التفكير “في الإصلاحات التي ندعو إليها انطلاقاً من رسالتنا، ولا ينبغي تأجيل هذه التغييرات الجوهرية أو تأخيرها بعد الآن”.
كلام جورجيفا، جاء خلال نقاشٍ مع جيرارد بيكر من صحيفة “وول ستريت جورنال” في المؤتمر العالمي لمعهد “ميلكن” للعام 2025.
أضافت جورجيفا: “في عالمٍ يشهد صدماتٍ وتقلباتٍ متزايدة، يكمن الجانب المشرق في أن المستحيل يصبح ممكناً. المدهش هو أن الاقتصاد العالمي أثبت مرونته الملحوظة في مواجهة هذه الصدمات. واجهنا جائحة كوفيد، ثم الحرب في أوكرانيا، ثم التضخم. والآن، لدينا علاقات تجاريةٌ متوترةٌ للغاية. ومع ذلك، عندما ننظر إلى أداء الاقتصادات، نجد أنه مثيرٌ للإعجاب بالفعل. لماذا يتمتع الاقتصاد العالمي بهذه المرونة؟ يرتبط الأمر إلى حدٍ ما بمهمة الصندوق، لأنه منذ الأزمة المالية العالمية [2008-2009]، عملت الدول بجدّ لبناء أساساتٍ اقتصاديةٍ سليمة، وهذا يؤتي ثماره في وقت الصدمة”.
وأعطت جورجيفا الوضع في الأرجنتين كنموذج، مشيرةً إلى أن البلاد “شهدت العام الماضي أول فائضٍ في ميزانيتها منذ أكثر من عقد. انخفض التضخم، وتمّت تهيئة الظروف لازدهار الاقتصاد، وتعزيز النمو. وما فعلته الأرجنتين، سيقول الكثيرون إنه بدا مستحيلاً”.
وعندما سُئلت عن رأيها في استجابة صانعي السياسات في ظل تباطؤ النمو وتسارع التضخم، أشارت إلى أنها تتوقع رؤية نشاط في العلاقات التجارية، والمزيد من الاتفاقيات الثنائية ومتعددة الأطراف.
أضافت: “أتوقع أيضاً أن تفعل الدول ما كان ينبغي عليها فعله… أولاً، زيادة التجارة في ما بينها. وستتكامل رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) الآن بشكل أكبر؛ ويمكن لمجلس التعاون الخليجي أن يتكامل بشكل أكبر. وثانياً، فكروا في الإصلاحات التي ندعو إليها انطلاقاً من رسالتنا وولايتنا، لا ينبغي تأجيل هذه التغييرات الجوهرية أو تأخيرها بعد الآن”.