مرصد الأزمة: الانفاق على الادوية في لبنان هو من الاعلى في العالم

بغياب سياسة عامة تقارب ملف الدواء في لبنان في ضوء الانهيار المالي والاقتصادي، يستمر التخبط في ادارة هذا الملف، خصوصاً بعد ان توقف مصرف لبنان عن امداد التجار والمستوردين “بالدولارات الطازجة” المطلوبة لاستيراد الادوية والمستلزمات الطبية على سعر الصرف الرسمي.

وهذا الاجراء كان قد اطلقه المصرف المركزي في تشرين الاول من العام 2019 مع بداية انهيار سعر الصرف حيث يمنح الدولارات مقابل السعر الرسمي لمستوردي القمح والادوية والمحروقات بالإضافة الى سلة غذائية عبر اعتمادات مصرفية تفتح من اجل ذلك.

بينما ابقى هذا الاجراء على اسعار الادوية منخفضة اصبحت كلفة الاستمرار به باهظة على مصرف لبنان الذي سيضطر الى استخدام الاحتياط الالزامي من العملة الصعبة وهي الاموال المودعة لديه من قبل المصارف كنسبة معينة من التزاماتها الناجمة عن الودائع حسب ما تنص عليه المادة 76 من قانون النقد والتسليف. فقد وصلت كلفة استيراد الادوية والمستلزمات الطبية وحليب الاطفال الى 1،173 مليار دولار خلال العام 2020 لتعود وترتفع الفاتورة الدوائية بشكل كبير خلال العام الحالي حيث قدرت الكلفة في الخمسة اشهر الاولى من العام بحوالي 1،310 مليار دولار من خلال الطلبات التي تقدمت بها شركات استيراد الادوية والمستلزمات الطبية.

ما العمل؟

اولاً: تفادياً لرفع دعم غير منظم، على الحكومة وضع خطة مرحلية لترشيد الدعم حتى نهاية 2022 حيث يشمل الدعم فقط ادوية الامراض المستعصية التي تحدد مسبقاً من قبل لجنة علمية موثوقة.

ثانياً: الشروع في وضع سياسة دوائية حديثة تُبنى على مدماكين:
1) التطوير والاستثمار في الصناعات الدوائية المحلية ووضع التشريعات والاجراءات اللازمة لمراقبة جودة الادوية المنتجة محلياً.
2) الاستيراد المباشر من قبل القطاع العام عبر منظمة الصحة العالمية واليونيسف وغيرها من المنصات كما هو حاصل حالياً في برنامج الادوية المزمنة الذي تشرف عليه وزارة الصحة العامة وتنفذه بالتعاون مع جمعية الشبان المسيحيين من خلال شبكة مراكز الرعاية الصحة الاولية العاملة على كافة الاراضي اللبنانية ويستفيد منه حوالي 100،000 مريض بشكل دوري.

ثالثاً: وضع نظام الكتروني لوصفة الدواء (e-prescription system) يربط الطبيب والصيدلي ويراقب استخدام الادوية من قبل المريض وحاجته لذلك. وهذا النظام ليس مستحيلاً مع نجاح تجربة منصة التفتيش المركزي واستخدامها في تنظيم التلقيح ضد الكورونا.

الجدير بالذكر أن مرصد الازمة في الجامعة الاميركية هو مبادرة بحثية باشراف د. ناصر ياسين تهدف الى دراسة تداعيات الازمات المتعددة في لبنان وطرق مقاربتها

مصدرليبانون فايلز
المادة السابقةبحصلي: لم نتبلغ برفع الدعم رسميا عن المواد الغذائية ولكن..
المقالة القادمةأزمة البنزين تابع.. الوضع صعب!