مشاكل الطقس تسحق صناع السكر في ثاني أكبر منتجي العالم

التقى تقييم المزارعين في الهند مع مؤشرات مسؤولي صناعة السكر في أن محصول القصب يتراجع بسبب الجفاف العام الماضي والأمطار الغزيرة هذا العام، مما قد يقلل إنتاج السكر إلى ما دون مستويات الاستهلاك لأول مرة منذ ثماني سنوات.

والهند هي المنتج الثاني للسكر في العالم، وتلعب دورا محوريا في سلاسل الإمداد بفضل إنتاجها الكبير الذي تخطى 30 مليون طن في 2023، بعد البرازيل بأكثر من 40 مليون طن، وتليهما تايلند بواقع 14.9 مليون طن، ثم الصين بحوالي 11.8 مليون طن.

وعزز البلد الذي تجاوز الصين في عدد السكان، هيمنته على إنتاج السكر وتسويقه، مستفيدا من الظروف المناخية المواتية والمساحات الزراعية الشاسعة والممارسات الزراعية المتقدمة.

كما أن المساهمة الكبيرة في المعرض العالمي تؤكد مكانة الهند ونفوذها في سوق السكر، وتشير أيضا إلى موقعها كلاعب رئيسي في هذه الصناعة مع أكثر من 500 مصنع يعمل بشكل نشط.

وبسبب مشاكل الطقس قد يؤدي الإنتاج الأقل من المتوقع إلى القضاء على إمكانية سماح الهند بالتصدير في الموسم الحالي الذي ينتهي في سبتمبر 2025، مما يدعم أسعار السكر العالمية.

وقال رئيس دار التجارة العالمية الهندية، الذي طلب عدم نشر اسمه، لرويترز إن “الإنتاج قد ينخفض إلى نحو 27 مليون طن من 32 مليون طن في العام الماضي، وأقل من الاستهلاك السنوي الذي يزيد عن 29 مليون طن.”

وتمثل ماهاراشترا وكارناتاكا وأوتار براديش أكثر من 80 في المئة من إجمالي إنتاج السكر في البلاد، مع انخفاض إنتاج قصب السكر في هذه الولايات، مما دفع البيوت التجارية إلى خفض تقديراتها للإنتاج لموسم 2024 – 2025.

وقال بي.بي ثومباري، رئيس رابطة مصانع السكر في غرب الهند، لرويترز “خلال أشهر الصيف واجه محصول قصب السكر ضغوطا طويلة بسبب نقص المياه.”

وأوضح أنه عندما بدأ موسم الرياح الموسمية، كان هناك هطول أمطار غزيرة وأشعة الشمس محدودة، مما أثر سلبا أيضا على نمو المحصول. وأكد ثومباري أن الطقس السيئ قلص إنتاج قصب السكر بمقدار 10 إلى 15 طنا للهكتار.

وتلقت ولاية ماهاراشترا الغربية وكارناتاكا المجاورة، اللتان تنتجان معا ما يقرب من نصف السكر في الهند، هطول أمطار أقل من المتوسط في عام 2023، مما أدى إلى انخفاض مستويات الخزانات.

ويقول شريكانت إنجل، الذي يزرع قصب السكر على مساحة 5 أفدنة في سولابور بولاية ماهاراشترا، “عادة ما نحصد بين 120 إلى 130 طنا من قصب السكر من هكتار واحد من الأرض، لكن المحصول انخفض هذا العام إلى 80 طنا رغم كل الجهود التي نبذلها.”

ولم يؤثر الجفاف على المحصول في ولاية أوتار براديش، الولاية الرائدة في إنتاج السكر في شمال البلاد. ومع ذلك، أكد مسؤول كبير في حكومة الولاية أن المزارع في الولاية تأثرت بمرض العفن الأحمر، مما أدى إلى انخفاض إنتاجية قصب السكر.

وقال المسؤول لرويترز، التي لم تذكر هويته، إن “للسيطرة على انتشار المرض، ننصح المزارعين بتبني أصناف جديدة من قصب السكر.”

وتسعى صناعة السكر إلى تصدير مليوني طن، بينما تقول الحكومة إنها قد تسمح بتصدير محدود إذا بقي أي فائض بعد تلبية احتياجات الإيثانول. وقال رئيس بيت التجارة إن التعديل النزولي في تقديرات الإنتاج قضى على إمكانية حدوث أي صادرات في الموسم الحالي.

والأسبوع الماضي، أكد ديباك بالاني، المدير العام لاتحاد مصانع السكر الهندية، أنه يمكنها بسهولة تصدير ما يصل إلى مليوني طن هذا الموسم مع تحسن آفاق العرض المحلي وإظهار الأسعار المحلية اتجاها نزوليا.

المساهمة الكبيرة في المعرض العالمي تؤكد مكانة الهند ونفوذها في سوق السكر، وتشير أيضا إلى موقعها كلاعب رئيسي في هذه الصناعة مع أكثر من 500 مصنع يعمل بشكل نشط

وقال بالاني في مقابلة مع رويترز “يبدو وضع العرض أفضل مما كان متوقعا في البداية، ولهذا السبب يجب على الحكومة السماح للمصانع بتصدير مليون أو مليوني طن على الأقل من السكر.”

وخلال عام 2023، حظرت الهند صادرات المحليات لموسم 2022 – 2023، وأوقفت الشحنات لأول مرة منذ سبع سنوات، حيث أدى الجفاف إلى خفض غلة قصب السكر وضرب الإنتاج.

ومددت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي الحظر على صادرات السكر للموسم الثاني تواليا، حيث تكافح بلده، وهي أيضا أكبر مستهلك للمُحليات في العالم، مع احتمال انخفاض إنتاج القصب.

ومع ذلك، من المرجح أن تنتج الهند كمية قياسية من السكر في موسم 2024 – 2025 بعد أن وسع الملايين من المزارعين زراعة قصب السكر، بتشجيع من إمدادات المياه الوفيرة وانخفاض أسعار المحاصيل المنافسة.

وقال بالاني “نظرا لأن زراعة القصب كانت قوية، فسيكون إنتاج العام المقبل قويا للغاية.” وأضاف “توقعا لإنتاج أعلى بشكل كبير، انخفضت أسعار السكر، وسيساعد السماح بتصدير ما لا يقل عن مليون إلى مليوني طن، المطاحن التي تكافح مع انخفاض الأسعار.”

وانخفضت أسعار السكر في الهند إلى أدنى مستوى لها في عام ونصف العام بسبب الإمدادات الوفيرة، وهو ما يجعل من الصعب على المطاحن دفع سعر القصب للمزارعين. وبحسب بالاني، انخفضت أسعار السكر بشكل كبير إلى ما دون تكلفة إنتاج المطاحن البالغة 41 ألف روبية (482.9 دولارا) للطن.

وقال “حتى لو سمحت لنا الحكومة بتصدير مليوني طن فإننا سنظل نحقق فائضا قدره 5.6 مليون طن في بداية الموسم المقبل في الأول من أكتوبر 2025.”

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةسوريا تواجه رحلة طويلة للنهوض بقطاع الطاقة المثقل بالمشاكل
المقالة القادمةروسيا تبدأ استخدام «البتكوين» والعملات الرقمية في المدفوعات الدولية