مشاهد جديدة من الفقر: نفايات متناثرة وأكياس مفتوحة في الحاويات

الجوع في ظل جائحة “كورونا” والضائقة المعيشية، فرضا واقعاً مؤلماً على الفقراء والمتعففين الذين يعيشون تداعياته يومياً، صار الحديث عن بعضهم كأنه ضرب من الخيال لولا الرؤية بأم العين او ما يوثقه ناشطون في المجال الاغاثي وأكثر من مرة، مشاهد غير مسبوقة تهتز لها المشاعر الانسانية وتدمع لها العين، وتطرح تساؤلات كثيرة حول المصير وماذا بعد؟

وصيدا التي اشتهرت بالتكافل الاجتماعي، أطلقت بلديتها ومؤسساتها الاجتماعية والخيرية وفاعلياتها الاقتصادية والتجارية المبادرات الاغاثية الجماعية والفردية، ولكنها بقيت غير كافية امام ازدياد الحاجة في ظل تفاقم الضائقة المعيشية وغياب مساعدات الدولة، باستثناء ما توزعه وزارة الشؤون الاجتماعية من مساعدة مالية شهرية بقيمة 400 ألف ليرة لبنانية عبر الجيش اللبناني، لكنها تبقى محدودة ولا تشمل كل المحتاجين او المتعففين.

في أحد شوارع المدينة، دفعت الحاجة بسيدة وطفلها الى البحث في مستوعب للنفايات بعيداً من انظار المارة، في جنح الظلام كي لا ترى تعففاً، وفي الجهة المقابلة رجل مسن يبحث عن بقايا طعام وثياب كي يرتديها بدلاً من الرثة، بينهما امام دكان وقف طفل صغير يناشد والدته ان تشتري له قطعة من الجبنة، وقد جاء جوابها بالحرف “بالكاد اشتري ربطة الخبز”.

ويؤكد أمين سر “تجمع المؤسسات الاهلية” في منطقة صيدا ماجد حمتو، هذا الواقع المأسوي، ويشدد على انه “لا يمكن الوصول الى كل الناس الفقيرة والمتعففة وتأمين احتاجياتها ومهما حاولنا يحصل خلل ما وغير مقصود”، لكنه في المقابل يكشف عن “طرح يناقش في التجمع يقوم على افتتاح مركز ثابت لتقديم المساعدات الطارئة والضرورية وبخاصة الطعام والشراب، لانه في حال عجزنا عن الوصول الى كل الناس، يمكن لهؤلاء ان يصلوا اليه ويطلبوا حاجتهم، سواء من وجبة ساخنة او مواد غذائية، وكل ذلك ضمن الامكانيات المتوفرة، لان الحاجة كبيرة والاموال مهما كانت تبقى محدودة”.

مصدرنداء الوطن - محمد دهشة
المادة السابقةنفاد الاحتياطي سيسبق رفع الدعم
المقالة القادمةمخاوف ترافق إعادة الفتح التدريجي للبلاد و«الصحة» ترخّص «اللقاح الروسي»