مشاهير تيك توك لا يبالون بالحملة ضد التطبيق الصيني

أميركيون حوّلهم التطبيق الصيني إلى مشاهير يبدون ثقتهم إزاء صمود تيك توك في وجه هجوم الرئيس دونالد ترامب.

بعد سلسلة تطورات دبلوماسية بين واشنطن وبكين ورغم المفاوضات مع شركات عدة، يواجه تطبيق تيك توك الذي ينشط فيه 700 مليون مستخدم شهريا حول العالم، خطر الزوال من أجهزة المستخدمين في الولايات المتحدة في حال عدم توصل حكومتي واشنطن وبكين والشركات المعنية إلى اتفاق. ويؤكد أكثرية صانعي المحتوى والمؤثرون على الشبكة استعدادهم للانتقال إلى منصات إلكترونية منافسة في حال تم حجب تيك توك.

ومع ذلك يبدي أميركيون حوّلهم التطبيق الصيني إلى مشاهير، ثقتهم إزاء صمود التطبيق الرائج خصوصا لدى المراهقين في وجه الحملة التي يقودها الرئيس دونالد ترامب ضد الشبكة الاجتماعية الصينية.

ولا تظن بريتاني تيلاندر وهي ممثلة كوميدية وفكاهية في كنساس سيتي بولاية ميزوري أن تيك توك سيزول، فهي تستخدم التطبيق منذ أن حرمتها الأزمة الصحية من الظهور على المسارح.

وترى بريتاني أن ترامب يستهدف التطبيق لتشتيت الأنظار عن المشكلات الحقيقية وإثارة الخوف بدءا من جائحة كورونا إلى حرائق كاليفورنيا والبطالة وحركة مناهضة العنصرية، لذلك من الطبيعي أن “يكون تيك توك في أسفل أولوياته”.

وفي مطلع أغسطس الماضي، وقّع ترامب مرسوما يرغم المجموعة الصينية بايت دانس على بيع منصتها إلى شركة أميركية بحجة تشكيلها تهديدا على الأمن القومي، وهو يتهم منذ زمن بعيد تيك توك بالتجسس على المستخدمين لحساب بكين، من دون تقديم أدلة على ذلك.

وتقول ريبيكا فيشر ترينغايل الناشطة على تيك توك، إن هذا التطبيق أعطاها صوتا والناس يستمعون لها وإنها لم تكن تتصور يوما حصول ما يحدث اليوم.

وتستخدم الشابة البالغة 21 عاما حسابها ذي بروغريسيف بوليسي للتعليق مرات عدة يوميا من خلال تسجيلات مصورة قصيرة على الأحداث على الساحة الأميركية، وهي لا تتوانى عن انتقاد الرئيس الأميركي على طريقة إدارته لجائحة كوفيد – 19 أو سياسته في ملف الهجرة.

غير أن ريبيكا لا ترى في الأفق أي خطر وجودي على المنصة ولا تبدي قلقا حيال هذا الأمر، رغم أهمية هذا التطبيق في حياتها، وهي تقول من سكنها الطالبي في بون بولاية كاليفورنيا الشمالية لوكالة الصحافة الفرنسية “لقد حمّلت التطبيق في 2019 من باب التسلية. وقد صوّرت فيديوهات عن كلبي. ثم صوّرت مقطعا آخر عن ترامب وحقق انتشارا كبيرا”.

وتأمل هذه الطالبة الجامعية التي يتابعها أكثر من 80 ألف مستخدم، في تقديم أفق مختلف للشباب من مختلف الأوساط، وهم في أكثر الأحيان ممن لم يبلغوا سن التصويت، فكثيرون يخبرونها عبر رسائل لهم بأنها السبب في اهتمامهم بالسياسة.

وحجزت ريبيكا في يونيو الماضي مقعدا في تجمع انتخابي لترامب في مدينة تولسا بولاية أوكلاهوما لكنها لم تحضر، شأنها في ذلك شأن مستخدمين كثر آخرين للشبكة. وقد شكّلت صفوف المقاعد الشاغرة لحظة وُصفت بالمذلة في حملة الرئيس الجمهوري، فيما رأى فيها الشباب المناوئون لترامب انتصارا لهم.

وتقول ريبيكا فيشر ترينغايل لقد أثار ذلك غضبه وأظن أنه السبب في حملته ضد تيك توك، فهذا التطبيق الذي يحقق شعبية كبيرة في العالم منذ سنة 2018، منفصل تماما عن النسخة الصينية دويين الموجهة للسوق الصينية حصرا. وهو يضم حاليا مئة مليون مستخدم شهريا في الولايات المتحدة، بينهم 50 مليون يستخدمون التطبيق يوميا، وفق بيانات الشركة.

وقد بنى التطبيق نجاحه الكبير خصوصا على نسق منشوراته القائم على فيديوهات قصيرة تكون في الكثير من الأحيان ساخرة أو تتضمن وصلات غناء ورقص في مدة تتراوح بين 15 و60 ثانية، مع مؤثرات خاصة وعلى وقع أنغام موسيقية رائجة. كما تختار خوارزميات التطبيق إبراز منشورات معينة لمستخدميها تبعا للمضامين التي من شأنها إثارة اهتمامهم.

وتشير سعدية ميرزا وهي صاحبة وكالة تسويق في هيوسن بولاية تكساس الأميركية إلى أن تطبيق تيك توك أثبت نجاحا في تحقيق انتشار واسع للمضامين المصوّرة بصورة أفضل من فيسبوك أو إنستغرام.

وتقول ميرزا إن هذا ما يخيف ترامب، فهو لا يستطيع التحكم بالمنصة. ولا يفهم سبب نجاحها الكبير لذا فهو يخاف منها. وقد بدأت هذه الثلاثينية استخدام تيك توك مع انتشار وباء كوفيد – 19، بدافع مكافحة الضجر وأدركت سريعا الإمكانات التي يوفرها التطبيق وباشرت بنشر فيديوهات سياسية تدعو فيها إلى التصويت أو تفسر فيها السياسات العامة بأسلوب يحاكي متطلبات العصر. وتوضح أن الدافع من وراء نشاطها عبر التطبيق هو رؤية أشخاص من سنها أو أصغر منها يتبادلون النقاشات في التعليقات كما أنها أحيانا تتعلم منهم.

مصدرالعرب اللندنية
المادة السابقةتمرد المحافظين وبريكست وكورونا تهدد عرش بوريس جونسون
المقالة القادمةشبكات “5G” قد تؤدي إلى أخطاء في تنبؤات الطقس