َفي إطار تحفيز سيدات الأعمال السعوديات على الاستثمار في القطاع الصناعي، كشفت الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» أن الهيئة تعتزم إطلاق مصانع جاهزة بمساحات صغيرة لا تتجاوز 200 متر مربع، في تجربة هي الأولى من نوعها تحت الإنشاء حالياً.
وبحسب مدير عام «مدن»، المهندس خالد السالم، تنطلق خطة إنشاء المصانع المصغرة من مدينة الدمام، شرق السعودية، في أبريل (نيسان) العام المقبل 2021. مرجعاً التوجّه الحالي إلى مطالبات سابقة لسيدات أعمال اعتبرن المصانع الجاهزة الحالية ذات مساحة تفوق حاجة النشاط وبعيدة عن النطاق العمراني.
وأكد السالم خلال لقاء افتراضي باستضافة غرفة الشرقية أن المصانع الجاهزة الجديدة من شأنها حل هذه الإشكالية، لافتاً إلى جملة من سُبل تمكين الاستثمار النسائي في القطاع الصناعي.
ووصف السالم استثمارات المرأة في الصناعة بأنها «لا تزال ضعيفة»، مبيناً أنها لا تتعدى واحداً في المائة من مجمل استثمارات القطاع، معيداً السبب في ذلك إلى تخوف معظم السيدات من الاستثمار الصناعي، اعتقاداً أنه قطاع يقتصر على كبار المستثمرين ممن يتحملون اضطرابات السوق، إلى جانب الحاجة إلى وجود الخبرة الفنية.
وعن عمل المرأة في المصانع، أفاد مدير عام «مدن» بأن عدد السعوديات العاملات بالمدن الصناعية بلغ نحو 17 ألف سعودية مع نهاية العام الماضي، مضيفاً: «هناك تجارب ناجحة جداً لبعض المصانع في توفير البيئة المناسبة لعمل المرأة، وكذلك زيادة وتحسين الإنتاجية، خاصة في المصانع الغذائية والطبية إلى جانب بعض الصناعات الأخرى التي تعمل فيها المرأة؛ مثل الصناعات اللوجيستية». وأفاد السالم في معرض رد على تساؤل الشرق «الشرق الأوسط»، حول قدرة المصانع على تجاوز آثار جائحة «كورونا»، بأن مصانع «مدن» استفادت كثيراً في الفترة الماضية، قائلاً: «سداد الإيجارات صار أفضل مما كان عليه ما قبل الجائحة»، وخصَّ في حديثه المصانع في القطاع الغذائي والطبي وحتى في تصنيع مواد البناء، الذي يفيد بأنه تحسن ترافقاً مع برامج الإسكان الجديدة.
من ناحيتها، كشفت مرام الجشي، رئيسة المجلس التنفيذي لسيدات الأعمال في «غرفة الشرقية»، أن المجلس يعتزم حصر الصناعات لتحديد فرص الاستثمار الواعدة في القطاع الصناعي، بهدف إطلاق برنامج جديد أسوة ببرنامج شركة «سابك» لدعم صناعاتٍ مستهدفة، قائلة: «بعد جائحة (كورونا) لمسنا أن الحاجة صارت أكبر لرفع الصناعات المحلية».
وأبانت الجشي أن كثيراً من المستثمرات السعوديات يُصدمن بتعقيدات الاقتراض نتيجة كثرة الإجراءات المطلوبة، مما يجعلهن يتخوفّن من الاستثمار في القطاع الصناعي.
وهنا أفاد السالم عن جهود تعتزمها «مدن» لإيجاد مسار سريع مخصص للمرأة المستثمرة، بحيث لا تأخذ المسار العادي، وهو ما أفاد بأنه يتطلب مناقشة «مدن» مع بنك التنمية الاجتماعية وصندوق التنمية الصناعي. وأكد السالم كثرة الفرص الواعدة التي تنتظر المرأة في القطاع الصناعي، كمستثمرة أو امرأة عاملة، مبيناً أن مُلاك المصانع يرون أن عمل المرأة هو أكثر إنتاجية مقارنة بالرجل في بعض المهارات، مثل التجميع والعمل في المختبرات وكذلك في التصنيع الغذائي.
وتطرق إلى الإشكاليات القديمة التي واجهها عمل المرأة في القطاع الصناعي، مؤكداً أنه تم تجاوزها حالياً، وتحديداً توفر النقل المناسب الذي عولج بعد السماح للمرأة بقيادة السيارة، وتوفير حاضنات الأطفال داخل المدن الصناعية الذي بدأت «مدن» فيه مؤخراً، إلى جانب بيئة العمل داخل المصانع، وتم حلها في وضع اشتراطات عمل المرأة في المصانع والبيئة المناسبة لها. ويؤكد السالم أن «مدن» توفر خدمات ومنتجات وحلولاً تمويلية تُمكّن المرأة بالقطاع الصناعي وتُحفّز إبداعات رائدات الأعمال بإجراءات مُيسرة وتكلفة مالية عند أدنى حدودها، كما بادرت بإنشاء واحات صناعية للمساعدة في التغلب على التحديات أمام انطلاق القدرات الإنتاجية والاستثمارية للمرأة والنهوض بدورها التنموي في الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى احتضانها المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمصانع الجاهزة لبدء الأنشطة الصناعية فوراً وكذلك الصناعات والحرف اليدوية.
وأشار السالم إلى توقيع «مدن» مذكرة تفاهم مع شركة لتنفيذ برامج الحضانات ورياض الأطفال بالمدن الصناعية والواحات الصناعية، مع الالتزام بالدليل الاسترشادي لوزارة التعليم والخاص بأمن الأطفال وسلامتهم، والتصاميم الهندسية ومخططات السلامة المعتمدة، كما وقّعت اتفاقية مع شركة تأمين تعاوني لتقديم خدمات التأمين الشامل لممتلكات شركاء «مدن».