حرّكت هيئة التحقيق الخاصة بمصرف لبنان المياه الراكدة في ملف حاكم مصرف لبنان السابق، رياض سلامة، بعدما قررت تزويد القضاء اللبناني بناقلة بيانات (USB) تحتوي على تفاصيل متعلقة بجميع حسابات سلامة المصرفية في لبنان.
تفاصيل دقيقة
تدريجيّا، بدأ ملف سلامة يتجهز للعودة إلى الواجهة مجددًا، بالتزامن مع تعيين القاضي بلال حلاوي، ليكون خلفًا لقاضي التحقيق الأول شربل أبو سمرا، المسؤول عن متابعة قضية سلامة ورفاقه. وبذلك، سيصبح متاحًا أمام حلاوي العودة إلى متابعة هذا الملف، فور معالجة العراقيل التي أدت إلى تجميده بعد وصوله للهيئة الاتهامية.
بدوره، وافق القضاء الفرنسي على التعاون مع القضاء اللبناني، بعد مطالبة الأخير بالحصول على نسخة عن التحقيقات الفرنسية التي أجرتها القاضية أود بوروسي مع المساعدة المصرفية ماريان الحويك داخل المحكمة الفرنسية خلال جلسة استجوابها. ووفقًا لمصدر قضائي بارز في حديث لـ”المدن” فإن تفاصيل التحقيق الفرنسي مع الحويك بات بعهدة القضاء اللبناني الذي سيطلع على مضمونه خلال الأيام المقبلة. يُذكر أن القضاء اللبناني تمكن منذ أشهر من الحصول على نسخة من محضر جلسة استجواب المصرفي مروان خيرالدين في فرنسا.
وفي التفاصيل، فإن موافقة هيئة التحقيق الخاصة على تزويد القضاء اللبناني بتفاصيل وأرقام حسابات رياض سلامة المصرفية، أتت نتيجة قرار المدعي العام التمييزي، القاضي غسان عويدات، بفتح تحقيق موسع حوال التفاصيل التي ذكرت في تقرير التدقيق الجنائي. وعليه، وضعت جميع المعلومات المتعلقة بحسابات سلامة المصرفية داخل (USB) تتطلب كلمة مرور خاصة، وحولت للقضاء اللبناني وتحديدًا للقاضي رجا حاموش ليطلع عليها. وهنا يجب أن نذكر، أن القضاء الأوروبي حاول مرارًا الحصول على تفاصيل متعلقة بحسابات سلامة المصرفية وجميع الحسابات الموجودة داخل المصرف المركزي، للتدقيق بها، معتبرًا “أن بعض هذه الحسابات قد تكون وهمية، واستخدمت لتمرير وتبييض الأموال من لبنان إلى الخارج”، مما يعني أن عمليات تبييض الأموال من الممكن أن تكون بدأت من حسابات المصرف المركزي، إلا أن القاضي أبو سمرا رفض تنفيذ هذا الطلب.
في السياق نفسه، أكد مصدر قضائي رفيع في حديثه لـ”المدن” أن معلومات تتعلق بحسابات سلامة المصرفية المتوزعة في مصارف أوروبا باتت بعهدة القضاء اللبناني أيضًا. وذلك بعد موافقة القضاء السويسري على تنفيذ الاستنابة القضائية اللبنانية، وحوّل المعلومات المتعلقة بحسابات سلامة في مصارف أوروبا إلى القضاء اللبناني.
وحسب معلومات “المدن”، فإن القضاء اللبناني تسلّم عشرات المستندات من القضاء الأوروبي، وهي عبارة عن مستندات تضم معلومات تفصيلية حول مجموعة من الأسماء وهم: رياض سلامة، رجا سلامة، ماريان الحويك، مروان خيرالدين، آنا كازاكوفا (صديقة رياض ووالدة طفلته).
قضية المرفأ
في المقلب الآخر، لا تزال محاولات أهالي ضحايا المرفأ مستمرة في استخدام شتى الوسائل القانونية لتحريك ملفهم المجمّد منذ عام 2021. وحسب معلومات “المدن”، تقدّم ويليان نون (شقيق الضحية جو نون) والمحامية سيسيل روكز (شقيقة الضحية جوزف روكز) بإخبار أمام النيابة العامة التمييزية، اليوم الخميس، 9 تشرين الثاني، مطالبين بالاستماع إلى المدعو رفيق نصرلله، بعد تصريحه الأخير في أحد البرامج التلفزيونية، ومفاد كلامه “أن من فجر مرفأ بيروت هو العدو الإسرائيلي، شارحًا أنه تم بسلاح MINI نووي”، داعين القضاء اللبناني إلى التحرك والاستماع إلى إفادته والتعرف على مصدر هذه المعلومة ووضع هذه التفاصيل في ملف التحقيق العدلي.
حسابات بدري ضاهر
داخل قصر عدل بيروت، عادت الحياة القضائية إلى مسارها الطبيعي لناحية متابعة الجلسات وتقديم الدعاوى والشكاوى القضائية. وبشكل يوميّ، تغصّ القاعات بالمواطنين الراغبين بمتابعة قضاياهم. ومن ضمنهم، مدير عام الجمارك، بدري ضاهر، الذي حضر اليوم إلى قصر عدل بيروت مطالبًا بتحرير حساباته المصرفية. ووفقًا لمعلومات “المدن”، فإن زيارة ضاهر خصصت ليطلب من النيابة العامة التمييزية تحرير حساباته المصرفية وحسابات عائلته التي جُمدت بعد انفجار الرابع من آب.
يبقى السؤال اليوم، “هل إصرار القضاء اللبناني على الحصول على محاضر التحقيقات الفرنسية وتفاصيل الحسابات المصرفية في لبنان وأوروبا لسلامة يعني أنه بات جاهزًا لمتابعة هذه القضية؟