في الوقت الذي تمضي فيها الإجراءات الفنية والبينية لربط الطاقة المصرية بالقارة الأوروبية، تركز دول الاتحاد الأوروبي على تحقيق أمن الطاقة مع الأخذ في الاعتبار الحياد الكربوني، لجعل الطاقة مستدامة، وهو ما تتميز به القاهرة في إنتاجها للطاقة. وفي هذا الإطار استضافت سفارة السويد في القاهرة الثلاثاء، حلقة نقاشية مع صناع السياسات الأوروبيين والمصريين وممثلي مجتمع الأعمال، ركزت فيها على السياسات، والأولويات والآليات المالية لدعم تحول الطاقة وربط أوروبا ومصر في هذا المجال. سفير السويد لدى مصر، هوكان إيمسجورد، قال: «إن الطلب على الطاقة المستدامة في أوروبا يتزايد، ومصر في مركز جيد يؤهلها لتزويد أوروبا بهذه الطاقة، وبذلك تتراءى لنا الطريق للمستقبل بوضوح من خلال الربط بين أوروبا ومصر، وهو ما سيفيد مصر وأوروبا اقتصادياً على حد سواء، بل سيفيد المناخ أيضاً، حيث يمكن استخدام الطاقة بفاعلية واستدامة أكبر».
من جانبه، أكد وزير البترول المصري طارق الملا، أن «التوترات الجيوسياسية وتقلبات سوق الطاقة اللتين يشهدهما العالم حالياً تحفزان الدول على زيادة تنويع مصادر الطاقة الخاصة بها بهدف تحقيق أمن الطاقة»، مؤكداً على أن «أمن الطاقة والحياد الطاقي هما هدفان متكاملان، وأن رؤية مصر تتمثل في لعب دور أساسي في تدفق تجارة الطاقة العالمية وتعزيز بيئة روابط تجارية أفضل لضمان استمرار التعاون، وأن مصر أثبتت أنها تمتلك مفاتيح كونها مركزاً إقليمياً للغاز والبترول من خلال موقعها الاستراتيجي وصناعة الطاقة الراسخة والبنية التحتية القوية التي تساعد على استثمار جميع الإمكانات الموجودة في منطقة شرق المتوسط». وقال رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر السفير كريستيان بيرجر: «إذا أردنا تقديم صفقة خضراء لأوروبا، وجعل الاتحاد الأوروبي نموذجاً لانتقال عادل ومستدام، فإننا نعتقد أننا لا نستطيع القيام بذلك بمفردنا. نحن بحاجة إلى دعوة ومساعدة الآخرين لفعل الشيء نفسه. بعد ذلك سنكون قادرين على التأثير حقاً في مستقبل عالمنا».