مصير بلدية طرابلس معّلق على بوادر حلحلة لم تبلغ حدّ الاتفاق

لا تلوح في الآفق بوادر واضحة لكيفية إنهاء أزمة بلدية طرابلس بعدما سحب  المجلس البلدي الثقة من احمد قمر الدين ونائبه  خالد الولي، والفشل في إنتخاب بديل عنهما. فوفق مقولة “الثالثة ثابتة” بعد فرط نصاب الجلستين الماضيتين، وعلى مسافة يومين من الجلسة المنتظرة في سراي طرابلس لا تزال الامور عالقة عند  مشاورات تجري من دون التوصل الى إتفاق واضح.

لعل إستنزاف المجلس المهل الزمنية من دون التوصل إلى إتفاق يفضي الى حل، وبفعل الاستنزاف الواضح للمهل والفرص يدخل “جنرال الوقت” كعامل ضاغط على مسافة يومين من الجلسة المنتظرة الخميس المقبل، طالما أن جلسة الثقة الشهيرة في 16 لاتموز الجاري فرط نصابها على وقع الاشتباك الكلامي بين الاعضاء حول الغدر  الخيانة ما دفع محافظ الشمال رمزي نهرا إلى إفساح المجال خلال ساعة لتأمين النصاب، ثم أرجأ الجلسة لمدة ثلاثة أيام لكنها لحقت بالسابقة ما جعله يقدم على تأجيل إنعقادها إسبوعاً دفعة واحدة .

فشل الاعضاء حتى اللحظة في إبرام إتفاق في ما بينهم وسط انقسامات حادة وخلافات مستشرية بعد 3 سنوات تراكمت فيها المناكفات، وأصبحت جبلاً مرتفعاً قد يهدّد مصير المجلس بالانفراط على غرار عدد واسع من البلديات، وهذا الامر له تدعياته في ظل التقصير الفاضح في  مجمل الخدمات الاساسية ويجعل من طرابلس عاصمة للفوضى بإمتياز.

فقد عُقد لقاء جمع 12 عضوا بلديا نهاية الاسبوع الماضي أسفر عن تقارب في وجهات النظر من دون أن يسفر عن تقدم حقيقي في إختيار مرشح توافقي، حيث لم يخرج معظم الاعضاء من صدمة خرق الاتفاق وسحب الثقة من نائب الرئيس ما خلط كل الاوراق.

في هذا الاطار، تكشف الاجواء المسربة من أعضاء المجلس عن قناعة راسخة بعدم وجود انتصار لطرف على آخر وأن من يخرج منتصرا أو ظافرا بالمنصب فسيصطدم بحجم المسؤولية جراء الواقع الصعب والازمات التي تتخبط بها المدينة ما يحوّل نصره لهزيمة محققة إن لم تكن أكثر من ذلك، وهذا ما يدفع معظم الاعضاء نحو التبصر بكيفية إخراج البلدية من أزمتها طالما أن المقصلة باتت على الرقبة تماما .

لعل في مستجدات المشاورات بروز مؤشرات إيجابية تستلزم تحصينها حتى تصل الى نتائج ملموسة. فمندرجات إجتماع الاعضاء أسفرت عن إستبعاد جميع المطروحين للرئاسة والبالغين 5 أعضاء بفعل حالة التشظي التي أصابت المجلس وجعلته كتلاً و مجموعات، والذهاب نحو خيار عنوانه “الشباب” لضخ دماء جديدة في عروق البلدية، على أن نقطة التجاذب حول من يشغل الرئاسة بينهما ليصبح الآخر نائبه لا تزال حاضرة بقوة.

فإحتراق الاسماء المطروحة والبحث عن توافق ما تزامن مع خروج نهائي لأحمد قمر الدين  من المعادلة بعد سقوط  إقتراح فصل رئاسة الاتحاد عن رئاسة بلدية طرابلس ما سيتبع إنكفاء عدد من الاعضاء عن المشاركة في جلسة الانتخاب من دون التأثير على تأمين النصاب القانوني .

بواسطةمصباح العلي
مصدرlebanon24
المادة السابقةاميل اميل لحود: عنوان الموازنة هو “تشليح” الناس ما تبقّى في جيوبهم
المقالة القادمةبستاني: نتابع بناء قطاع البترول على أسس شفافة ونتواصل مع مصر للتعاون بمجال الطاقة