بعد مطالبة النائب نعمت افرام المتكررة، ولو اختلفت المحطات، بتحريك الملف واستعجال وضعه موضع التنفيذ… أثار عضو كتلة “الكتائب” النائب سليم الصايغ في منشوره على منصّة “أكس” اليوم ملفاً طالما اعتُبر الملاذ الآمن للوطن والمواطن عند اندلاع الحروب واحتدام التطورات الأمنية التي تهدّد في كل مرة مطار بيروت الدولي ومرفأ بيروت… إذ كتب الصايغ: “مطار رينيه معوض، مرفأ جونية، شرايين حياة في زمن الحرب ومشاعل أمل في زمن الحرمان. يجب فتحهما الآن بقرار تاريخي يضعهما في عهدة الجيش اللبناني فقط، كما هو حال مطار حامات. هل سيأخذ وزير الأشغال العامة الوزير حمية، قرار فتح المطار والمرفأ؟ هل يفعلها الرئيس ميقاتي؟”.
هذه الأسئلة وَجُب وضعها في عهدة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الأشغال العامة والنقل علي حميّة الذي كرّر وعوده بتلبية هذا المطلب مراراً، من دون أي ترجمة على أرض الواقع…
رئيس لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النائب سجيع عطيّة يشدّ على يد الصايغ باعتبار مطالبته “محقّة وملحّة”، ويقول: في الأوضاع الطبيعية يجب تأمين البديل عن مطار بيروت ومرفأ العاصمة، فكَم بالحريّ في الأوضاع الاستثنائية.
ويشدد في السياق، على أن “مطار القليعات حاجة وطنيّة كما أنها حاجة اقتصادية وتنموية للمنطقة، وكذلك هو مرفأ جونية كون لبنان بلداً سياحياً، ما يحتّم وضعه قيد العمل اليوم قبل الغد”.
…”لا أرى أي مانع لوجستياً أو غيره يعوق تشغيل مطار القليعات ومرفأ جونية، سوى اتخاذ القرار الجدّي والرسمي بتشغيلهما!” بحسب عطيّة ليتابع القول: لذلك نناشد وزير الأشغال العامة والنقل إعطاء هذا الموضوع حيّزاً كبيراً من الاهتمام، خصوصاً أن أمامنا أياماً صعبة وما قد تحمله من تعدٍّ أمني على مطار بيروت، نتمنى ألا يحصل، لكن علينا أن نحتاط للأمر.
ولدى سؤاله عما يمنع تشغيل المرفقين، يُجيب عطيّة “لا نعلم… يجب أن نسأل أصحاب القرار لمعرفة السبب!”، وعمّن يقصد بعبارة “أصحاب القرار” يُشير إلى “وزير الأشغال العامة النقل علي حميّة، فالملف مطروح على طاولته منذ فترة طويلة ولا يزال. فلنسأله عن المانع الذي يعوق تشغيل مطار القليعات؟”.
وعما إذا كان النواب سيقفون مكتوفي الأيدي أمام تجميد الملف وتركه عالقاً في حبال القرار السياسي أو الحزبي، يُجيب عطيّة: لقد كلّف رئيس الحكومة ومجلس الوزراء وزير الأشغال والنقل منذ سنة و5 أشهر أي قبل حرب غزّة، إعداد الدراسات لتشغيله، ولم يحرّك ساكناً حتى اليوم. في حين أن الملف جاهز ولا يحتاج الأمر سوى إلى إجراء إعادة صيانة للمطار من أجل تشغيله، علماً أنه يستقبل اليوم طائرات صغيرة.
ويتابع: أنا لا أملك سلطة تنفيذية… إذ تخوّل للوزير الصلاحيات المعطاة له أن يقبع الملف عنده إلى حين يشاء. وهنا تكمن الثغرات في “اتفاق الطائف” لجهة توزيع الصلاحيات، وهذا ما ندفع ثمنه على مستوى المؤسسات العامة كافة. لذلك لا يمكنني كنائب سوى المناشدة وخلق “لوبي” للضغط في اتجاه تشغيل مطار القليعات ومرفأ جونية.
لكنه، وقد يكون من باب التبرير، يشير إلى أن “اندلاع الحرب في المنطقة والجنوب، فرمَل حماستنا للتعجيل في هذا الملف، إذ وجدنا أن الجوّ العام غير مهيّأ للقيام بأعمال تنموية… لكن في إطار خطة الطوارئ الواجب إعدادها، وجدنا أن من الضرورة تشغيل مطار القليعات فهو لا يتطلب المال الكثير، خصوصاً أنه حاضر الآن لاستقبال أي طائرة”.
ويدعو عطية الوزير حميّة إلى “حزم أمره وتشغيل هذين المرفقين. حتى اللحظة لا أفهم ما هو المانع السياسي أو غيره الذي يعرقل المشروع. فمطار القليعات مكمّل لمطار بيروت بإدارة الدولة والجيش اللبناني، ليس لدينا أي خلفية في كواليس الملف. ما يهمّنا هو إنماء المنطقة والبلد فقط لا غير. لا يقرّ أي منطق بعدم تشغيل مطار القليعات، إذ لا توجد أي دولة في العالم لا تملك 3 و4 مطارات… لكن في ظل الوضع القائم في المنطقة، جميعنا ضائعون في الإحباط العام والقلق والخوف من حرب واسعة محتمَلة. فليعطنا الوزير عذراً واحداً إذا لا سمح الله استُهدف مطار بيروت ولا يوجد بديل عنه… مع التذكير بأن البنى التحتية لمطار بيروت أصبحت عاجزة عن استيعاب هذا الحجم من ضغط المسافرين والوافدين…”.
ويُضيف: حتى مرفأ جونية، أين الإزعاج في تشغيله كحركة سياحية في المنطقة. فبواخر الـ”كروز” تعمل على كامل حوض البحر المتوسط، وإذا ما رست نحو 14 و15 باخرة “كروز” سنوياً في مرفأ جونية، ستخلق نهضة كبيرة في المنطقة خصوصاً ولبنان عموماً!
“يجب أن يملك لبنان أكثر من ثلاث وأربع مطارات ومرافئ تكمّل بعضها البعض… فالسياحة مورد أوّل وأساسي للنمو والنهضة والازدهار للبنان” يختم عطيّة.