أثّرت الازمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان بشكل كبير على كافة القطاعات، إلا أن اللبناني بطبعه خلاّق ويفعل المستحيل للإستمرار، وقطاع المطاعم واحد من الّذي تأثّر بشكل كبير نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة من جهة، ودفع كلّ المستلزمات بالدولار من جهة أخرى. هذا الأمر دفع بالعديد من أصحاب المطاعم الى البحث عن حلول وأهمّها كان الخروج من لبنان للبحث عن أسواق جديدة في مختلف البلدان مع الحفاظ على الأساس في البلد!.
لبنان ربما يكون البلد الوحيد في المنطقة الذي يصدّر مختلف المطاعم الى الخارج من الايطالي الى الياباني واللبناني وغيرهم… وبحسب أمين سرّ نقابة المطاعم خالد نزهة هناك عدّة مطابخ وثقافات إنتقلت الى الخارج، وهناك تصدير للعلامات التجارية من بيروت، وهذا دليل على اصرار اللبناني على الاستمرار، كذلك يشكل هذا الامر رديفا للاقتصاد الوطني لأنه يؤدّي الى تشغيل يد عاملة لبنانية”.
يؤكّد نزهة عبر “النشرة” أن “القطاع المطعمي يقوى أكثر فأكثر، وأثبت أنه يستطيع البقاء والتصدير الى الخارج”، لافتا الى أن “بقاء المؤسسات الام في لبنان يساعد على استقدام العرب والسواح”، مشددا على أننا “نمرّ بمرحلة صعبة، ولكن سنخرج منها وهناك عمل جار لأن هذه العلامات التجارية تنافس تلك العلامات العالمية”.
بعد مرور حوالي ثلاث سنوات على الازمة اللبنانيّة، لم يعد أصحاب المطاعم أو الباتيسري أو الملاهي الليلية يشعرون أنهم يستطيعون الاستمرار إلا من خلال البحث عن أسواق جديدة خارج لبنان. وفي هذا الاطار يلفت مكرم ربيز صاحب أحد محلات الباتيسري المعروفة في الى أن “البحث عن أسواق جديدة في الخارج أصبح من الشرور الّتي لا بدّ منها، لأنّنا بدأنا معاناتنا منذ بدايات الأزمة وإرتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة في حين أن كل مشترياتنا وغيرها بالدولار”، مؤكدا أن “عملنا هنا لا يزال منتجا ولكن لا ربح، هو فقط للإستمرار”.
“لسنا بقادرين أن نقفل المؤسسة في لبنان لأنها موجودة منذ العام 1956”. هذا ما يؤكده ربيز، مشيرا الى أننا “خرجنا من لبنان الى غانا للوقوف الى جانب الزبائن والموظفين وللمحافظة على إسمنا”.
بدوره جاد أبو جودة مالك أحد محلات السهر الكبرى في وسط بيروت قديما، والذي إنتقل لفتح آخر في دبي، يشدد على أننا “نقوم بإنشاء الإسم في لبنان ونذهب به الى الخارج”، لافتا الى أن “البحث عن أسواق جديدة خارجيا أصبح ضرورة للإستمرار واللبناني ينجح أينما كان”. في حين أن مكرم ربيز يرى “بوجوب الابقاء على فرع المؤسسة الأساس الذي منه ننطلق الى الخارج”.
بعد كلّ هذا، يلفت نزهة الى أنّ “القطاع المطعمي يثبت وجوده بشكل كبير ويصدر علامات تجارية على مستوى العالم، وهذا سيؤدّي الى إدخال أموال الى البلاد وتوظيف لبنانيين”، مضيفا: “تلك المؤسّسات ستكون سفيرة لبنان في الدول الموجودة فيها”.
إذاً، لبنان يصدر العلامات التجارية الى الخارج، وقطاع المطاعم لا يزال يكافح رغم الأزمة للبقاء والتقدّم…. ليبقى الأهمّ أن هؤلاء خرجوا للاستمرار، وفي نفس الوقت أصبحوا سفراءه في تلك الدول!.