“معركة الثمانين يوماً” لإنعاش اقتصاد كوريا الشمالية

أطلقت كوريا الشمالية حملتها الإنتاجية الأولى منذ أربع سنوات لتوجيه العمال والموارد إلى المشاريع الكبرى في محاولة لإنعاش اقتصاد تغرقه العقوبات والفيضانات الناجمة عن الأعاصير.

وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية امس الثلاثاء أن الزعيم كيم جونغ أون دعا إلى “معركة لمدة 80 يوماً” في اجتماع المكتب السياسي لحزب العمال الحاكم الذي ينتمي إليه. وقال تقرير من الاجتماع “ما زلنا نواجه تحديات لا يمكن التغاضي عنها وهناك العديد من الأهداف التي يتعين علينا تحقيقها خلال هذا العام”.

وكانت آخر مرة أصدر فيها كيم دعوة مماثلة في عام 2016 لإنهاء المشاريع قبل مؤتمر الحزب. وتهدف الحملة الأخيرة لكوريا الشمالية إلى استكمال المشاريع في الوقت المناسب قبل التجمع السياسي في كانون الثاني/ يناير المقبل لمؤتمر الحزب، حيث من المتوقع أن يضع نظام كيم خطة خمسية جديدة للاقتصاد ويعيد تشكيل قيادته.

وتتجه كوريا الشمالية هذا العام نحو أكبر انكماش اقتصادي لها منذ عام 1997، وفقًا لوكالة فيتش، حيث أدى فيروس كورونا إلى إغلاق الحدود ودمرت الفيضانات مساحات كبيرة من المحاصيل. وأصدر كيم تحذيرا نادرا لاقتصاد كوريا الشمالية في أغسطس، حيث أخبر قادة الحزب أن بلاده “واجهت تحديات غير متوقعة وحتمية في مختلف الجوانب”، مضيفًا أن أهدافه التنموية “تأخرت بشكل خطير”.

وتسمح حملات الإنتاجية لكوريا الشمالية بتحويل الموارد والموظفين إلى ما يعتبره قادتها مشاريع ذات أولوية قصوى، وفق وكالة “بلومبيرغ”، وتقدم حلولاً سريعة لاقتصاد يواجه نقصا في النفط ومواد البناء والأموال بسبب العقوبات المتعلقة ببرنامج الأسلحة النووية.

وفي الأشهر الأخيرة، انتقد كيم الكوادر بشأن ما اعتبره تراخيا في إدارة فيروس كورونا وانتقد الأشخاص المسؤولين عن بناء عرضه لمستشفى بيونغ يانغ العام، قائلاً إنهم يستهزئون بسياسات الحزب ويتجاهلون الإنفاق.

وعادة تلجأ كوريا الشمالية الى حملات توعية كبرى تطلب من مواطنيها القيام بساعات عمل إضافية وتولي مهمات جديدة. وقد أطلقت عليها وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية تسمية “معارك” بالكورية لكنها وصفت بـ “حملة”، وهو تعبير دبلوماسي أكثر، في نسختها الإنكليزية. وقالت الوكالة “لقد أنجزنا أعمالا تاريخية بفضل جهودنا المكلفة عبر تجاوزنا هذه السنة بشجاعة تحديات ومصاعب بخطورة غير مسبوقة، لكن يجب ألا نكتفي بذلك”.

وأضافت “لا نزال نواجه تحديات لا يمكن أن نهملها ولدينا العديد من الأهداف التي يجب أن نبلغها هذه السنة”. والمشاركة في هذه الحملة تجري مراقبتها عن كثب لأنها تُستخدم وسيلة لمعرفة مدى ولاء الشعب للنظام. وسبق أن نددت مجموعات مدافعة عن حقوق الإنسان بحملات سابقة معتبرة أنها تشكل “عملا قسريا”.

وتخضع كوريا الشمالية لعقوبات دولية تهدف إلى إرغام بيونغ يانغ على التخلي عن برامجها النووية والبالستية التي حققت تقدما سريعا في ظل قيادة كيم جونغ أون.

مصدرالعربي الجديد
المادة السابقةمليارا دولار إنفاق السعودية على الأمن السيبراني
المقالة القادمةصفيحة البنزين الى الـ100 ألف في حال رفع الدعم