مقارنة مع قبرص والأردن وتونس: انهيار لبنان «الفريد»

أدرج البنك الدولي في المراجعة التي أجراها للمالية العامة في لبنان ضمن الفترة الممتدة من عام 1993 إلى عام 2019، مقارنة مبنية على ثلاثة مؤشرات بين لبنان وثلاثة بلدان يفترض أن اقتصاداتها تتشابه مع اقتصاد لبنان وهي مكشوفة على المخاطر الخارجية مثله تقريباً، وهي: الأردن، قبرص وتونس. والمؤشرات الثلاثة هي: الاستثمار في الاقتصاد، مخصّصات الموظفين والإيرادات الضريبيّة.

 

– صافي الاستثمارات في الأصول غير المالية كنسبة مئوية من الناتج المحلي: بعد الحرب الأهلية كان لبنان بحاجة إلى الاستثمارات في البنية التحتية. رغم ذلك، يظهر أنه بين عامي 2000 و2011، استثمر لبنان أقلّ بكثير من تونس وقبرص والأردن. إنما بعد الاضطرابات الإقليمية في عام 2011، بدأت هذه الدول تخفّض الاستثمار في البنية التحتية حتى أصبح الوضع في لبنان مماثلاً للوضع في الأردن وقبرص، إذ تراجعت نسب الاستثمار في الأردن بينما تأثرت الاستثمارات في قبرص بالأزمة المالية التي ضربتها مع نهاية العقد الأوّل من الألفيّة.

– مخصّصات الموظفين كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي: يُظهر هذا المؤشّر أنه على طول الفترة قيد الدراسة، كانت النسبة في لبنان أقل منها في البلدان الثلاثة الأخرى، وهي كانت في حالة انخفاض حتى منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. لم يقترب من أرقام لبنان سوى قبرص بعد عام 2011، إذ انعكست الأزمة الماليّة فيها أيضاً على هذا المؤشّر.

– الإيرادات الضريبية كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي: رغم الزيادة في نسب الضرائب في لبنان على مرّ السنوات بعد الحرب، والقدرة الواضحة للدولة على جباية الضرائب، فإنه بحسب البنك الدولي تُعدّ نسب الضرائب المنخفضة في لبنان مثيرة للاهتمام عند مقارنتها مع مثيلاتها في الدول الثلاث الأخرى. بعد عام 2011 أصبحت نسبة الضريبة في الأردن قابلة للمقارنة مع لبنان، بسبب التباطؤ الحادّ في النشاط الاقتصادي.

مصدرجريدة الأخبار
المادة السابقةالسلطة تخاف من الأرقام
المقالة القادمةأبو شقرا: اتصالات أدت لتسليم مادة البنزين اليوم وسيصدر توضيح حول تعديل الآلية التي اعتمدها مصرف لبنان