قدّمت شركة فورد منحة نقدية قدرها 30 ألف دولار بالتساوي لمشروعين مستقلين في لبنان في إطار برنامجها “منح فورد للمحافظة على البيئة” لعام 2018، وتتطلع جمعية arcenciel التي تتخذ من العاصمة بيروت مقراً لها قدماً للاستمرار بجهودها في الهندسة البيئية على مستوى أنظمة إدارة النفايات في الدولة، في حين تخطط ثانوية اندريه نحاس الرسمية للبنات لدفع عجلة الوعي بالتعليم البيئي قبالة ساحل الميناء.
الهندسة البيئية
جددت جمعية arcenciel فوزها بمنح فورد بنجاح للمرة الخامسة، وتعتزم هذا العام استثمار نحو 15 ألف دولار في استكمال دراسة على 11 نوعاً أصلياً من بكتريا الشعاويات. ويتمثل هدف المشروع الرئيسي في تحسين صناعة السماد من خلال استخدام التطعيم البكتيري المبتكر.
وقد تم استكمال العمل في المشروع بقيادة المهندس الزراعي عبدو تنوري وفريقه، وسيتيح المشروع لجمعية arcenciel طرح مفهوم جديد في هندسة التسميد في الأسواق المحلية والعالمية؛ في ضوء عملية لم يجري تطويرها مسبقاً على هذا القدر من الابتكار، والتي تأخذ بعين الاعتبار تفاعل بكتيريا الحمام المجهرية والمواد الخام المستخدمة في وقت واحد.
التعليم البيئي
شهدت فئة التعليم البيئي منافسة كبيرة بين اثنين من أبرز المشاريع ضمن هذه الفئة، ليحظى كل من مشروع “إعادة تأهيل جزر النخيل في الميناء” لثانوية أندريه نحاس في لبنان، ومشروع “محمية هلغورد – سكران الطبيعية” الذي قدمه “حماة مياه العراق”، على منحة نقدية قدرها 15 ألف دولار من برنامج منح فورد.
واحتلّ المركز الأول النادي البيئي في ثانوية أندريه نحاس الرسمية للبنات، وهو يهدف إلى إعادة التوازن البيئي لمحمية جزر النخيل قبالة مدينة طرابلس في شمال لبنان. ستساهم المدرسة في تأمين المياه الصالحة للريّ وأدوات التنظيف لاستخدامها في الجزيرة. كما ستستثمر المدرسة أيضاً في زراعة شتول النخيل علاوةً على استقدام خمسين زوجاً من الأرانب وتأمين الطعام لها لمدّة سنة كاملة، ما يساهم في إعادة الحياة الطبيعيّة إلى هذه الجزيرة الصخريّة المسطّحة التي تكثر فيها الصخور الكلسيّة المتآكلة.
وإضافة إلى لبنان، حاز أحدث مجموعة من الفائزين ببرنامج منح فورد للمحافظة على البيئة على منح في مجالات التعليم البيئيّ، حماية البيئة الطبيعيّة، وهندسة المحافظة على البيئة، إضافة إلى فئات خاصة وهي “الأفضل في التفاعل مع المجتمعات المحليّة” و”التغلّب على التلوث البلاستيكي”، تمّ تقديمهم من مصر والعراق والأردن والمغرب، مع جوائز إجمالية تم توزيعها بقيمة 101500 دولار.
وفي هذا الصدد، صرّح مارك أوفندن، رئيس فورد الشرق الأوسط وأفريقيا: “تلتزم فورد منذ نحو عقدين من الزمن بالمحافظة على البيئة والاستدامة في المنطقة، وقدمت في هذا الإطار منحاً تبلغ نحو مليوني دولار لمشاريع بيئية محلية. وتفخر فورد بتمكين الأفراد والمؤسسات المحلية، من الذين يبذلون جهداً كبيراً ويظهرون تفانياً في الحفاظ على البيئة ورفاه مجتمعاتهم. ومن خلال تقديم التمويل الضروري وتسليط الضوء عليهم، تتطلع فورد قدماً لحث المزيد من المشاريع على النشوء لتكون بمثابة محفزات للتغيير في شتى أرجاء العالم”.
ملاحظات للمحرّرين: يتمّ سنوياً قبول طلبات مشاركة من الجزائر، مملكة البحرين، مصر، العراق، المملكة الهاشمية الأردنية، الكويت، لبنان، المغرب، سلطنة عُمان، المملكة العربية السعودية، تونس واليمن. أصبحت مبادرة مِنَح فورد طيلة 18 عاماً من العطاء، من أضخم المبادرات من نوعها في المنطقة التابعة للقطاع الخاص، وقد تمّ تأسيسها من أجل تعزيز قدرات الأفراد والمجموعات غير الربحية التي تتبرّع بوقتها وجهودها من أجل الحفاظ على سلامة بيئة مجتمعاتهم.
منذ إنشائه، حصل برنامج “مِنَح فورد للمحافظة على البيئة” على دعم وتقدير عدة سلطات بيئية حكومية وغير حكومية في أرجاء الشرق الأوسط، منها الصندوق العالمي لحماية الطبيعة WWF، وجمعية الإمارات للحياة الفطرية، والمنتدى العربي للبيئة والتنمية AFED.
يتم اختيار الحائزين على المنح من قِبَل لجنة تحكيم مستقلّة مؤلّفة من أكاديميين وقادة من منظمات بيئية إقليمية. والحكّام هم مناصرون لحماية البيئة أو أكاديميون متمرّسون يتم اختيارهم بعناية بناءً على المساواة في التغطية الجغرافية والسن والنوع الاجتماعي، ليبحثوا عن المبادرات التي تُظهر وجود هدف محدّد بوضوح، وعن تلك التي تبدي التزاماً بالاستفادة إلى أقصى حدّ من الموارد المتوفّرة، والتي لديها سمعة حسنة في تحقيق الأهداف وتسليم البرامج والخدمات المخطّط لها.