منصوري في السعودية: “تنظيف” طريق لبنان نحو المجتمع الدولي؟

لا جدال في أن وصول حاكم مصرف لبنان بالإنابة، وسيم منصوري، إلى كرسي الحاكمية، ارتبط بمؤشرات إيجابية تدلّ على أنه يحمل سياسة جديدة لن تُفرِّط بما تبقّى من دولارات للمودعين في المصرف المركزي، عبر الاحتياطي الإلزامي. ولقي هذا القرار ترحيباً شعبياً في لبنان، وقبولاً لدى أصحاب القرار السياسي والاقتصادي والنقدي في المحيطين العربي والدولي.

ولمزيد من الرسائل الإيجابية، يشارك منصوري في المؤتمر المصرفي العربي، الذي انطلقت فعالياته يوم الإثنين 4 أيلول، في العاصمة السعودية الرياض، تحت عنوان “الآفاق الاقتصادية العربية في ظل المتغيرات الدولية”.

وهذه المشاركة “ليست مشاركة بروتوكولية كالتي كانت تحصل سابقاً، لأن الوضع في لبنان مختلف ونظرة المجتمع الدولي للبنان مختلفة في ظل الأزمة التي يعيشها ورفض القادة السياسيون إجراء الإصلاحات المطلوبة”، وفق ما تقوله مصادر مواكبة لزيارة منصوري للسعودية.

تضيف المصادر في حديث لـ”المدن”، أن ترتيب المشاركة والتحضير لها جرى “من قِبَل اتحاد المصارف العربية. ومن جهته، أرسلَ منصوري، بشكل غير مباشر، إلى القيادات العربية وللمصارف العربية، رسالة مفادها أن مزراب الهدر الذي كان مفتوحاً في السابق، وعبره تبخّرت الأموال التي دفعتها الدول العربية، قد توقَّف”. ولمزيد من الإيجابية، أكّد منصوري اليوم الأربعاء “عدم تمويل الدولة لا بالليرة ولا بالدولار. وعلى الدولة إيجاد وسائل لتمويل عجز ميزانيتها”.

التصعيد الذي قام به منصوري “يأتي في سياق تأكيده بأنه ملتزم بالحفاظ على دولارات المودعين. وبالتالي، على أي دولارات يمكن أن تدخل إلى المصرف المركزي. وفي هذا التأكيد يتوجّه منصوري إلى الدول المانحة لطمأنتها على الأموال التي يمكن أن تُدفع لاحقاً لمساعدة لبنان. ولمزيد من الطمأنينة، يستمر استقرار سعر صرف الدولار، وهذا عامل يعطي ثقة بلبنان، والأسواق المالية في العالم تحتاج أولاً إلى الثقة”. ولذلك، فإن زيارة منصوري إلى السعودية “تحمل طابعاً يتخطّى المشاركة البروتوكولية في مؤتمر اتحاد المصارف العربية. لكن السؤال الأبرز يبقى حول مدى استعداد الدول العربية، وتحديداً السعودية، لإعطاء أي تمويل للبنان في الظروف السياسية الراهنة. الإجابة على هذا السؤال تتخطّى الرسائل الإيجابية التي تبديها السعودية تجاه منصوري”.

وعليه، لا يمكن التعويل مالياً، حتى الآن، على زيارة منصوري، وإنما “يمكن وصفها بأنها مؤشِّر إيجابي، يستفيد منه منصوري أيضاً، للقول للسياسيين اللبنانيين بأنه يُنظِّف الطريق نحو المجتمع العربي والدولي، بعد أن أفسدوه بسياساتهم لسنوات. كما أن المشاركة تحت سقف اتحاد المصارف العربية تعني أن لبنان يكسر مع منصوري عزلته السابقة”.

مصدرالمدن
المادة السابقةإدارة السير – مصلحة تسجيل السيارات: استئناف العمل الأسبوع المقبل بشكل كامل
المقالة القادمةبديلة “صيرفة”: مواصفات منصة التداول الجديدة “بلومبرغ”