منصّة «صيرفة»… تقطيع الوقت بلا وظيفة

أفاد بيان مصرف لبنان الصادر الاسبوع الماضي بأنّ مجمل العمليات التي تمّت من خلال منصة «صيرفة» بلغ 10 ملايين دولار أميركي، في حين بلغ مجمل عمليات هذا الاسبوع 18 مليون دولار اميركي بمعدل 12,200 ليرة للدولار الواحد على منصة Sayrafa. وبالتالي، فإنّ الطلب على الدولار في السوق السوداء من المفترض ان يكون قد تقلّص بمعدل 14 مليون دولار اسبوعياً، مما كان يستوجب بالتالي ان يؤدي الى تحسّن ولو كان طفيفاً، في سعر صرف الليرة في السوق الموازية.

وفيما يحاول البنك المركزي من خلال المنصة امتصاص السيولة النقدية بالليرة المتداولة في السوق، والتي بلغ حجمها مستويات قياسية عند حوالى 40 تريليون ليرة، وهي مرجّحة للارتفاع مع بدء تطبيق التعميم 158، من اجل خفض الطلب على الدولار، إلا انّ مبادرته لتسديد جزء من اموال المودعين بدفعات شهرية تبلغ 400 دولار نقدا وما يعادلها على سعر صرف الـ12 الف بالليرة، ستؤدي حتماً ومن جديد، الى ضَخ كميات كبيرة من السيولة النقدية بالليرة في السوق بالاضافة الى السيولة الناتجة عن التعميم 151 الذي يتيح السحب على سعر صرف 3900 ليرة، للمودعين غير المشمولين بالتعميم 158.

في هذا الاطار، اوضح رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية في لبنان هاني البحصلي انّ منصة sayrafa، ورغم انها فعلاً قائمة، إلا انّ آليتها بطيئة جدّاً، حيث يقدّم التاجر ملفه يومَي الجمعة والاثنين ويُسدِّد المبالغ المتوجبة عليه بالليرة ليحصل على مستحقاته بالدولار يوم الخميس المقبل في حال حصل على موافقة المصرف، بما يؤدي الى تجميد أموال التجار حوالى الاسبوع من دون أي ضمانة بحصولهم على موافقة المصرف. وبالتالي، في حال رُفض الملف بعد اسبوع او حتى اسبوعين، تكون الاموال التي تمّ تجميدها قد فقدت من قدرتها الشرائية نتيجة هبوط سعر الصرف المتواصل، ويكون التاجر قد مُني بخسارة مالية.

واشار  الى انّ تجار المواد الغذائية واجهوا بعض المشاكل في الاسبوع الاول لانطلاق المنصة، حيث رفضت المصارف ملفات لأنها تتضمّن فواتير لسلع واردة ضمن السلة الغذائية المدعومة، وطالبت بالحصول على موافقة مسبقة من وزارة الاقتصاد، بما استوجب التواصل مع الوزارة ومصرف لبنان من اجل حلّ هذا الموضوع، علماً انّ مصرف لبنان لم يعد يستقبل طلبات جديدة لاستيراد مواد غذائية مدعومة.

وحول عدم ظهور مفاعيل المنصة الايجابية لا على سعر الصرف ولا على اسعار الاستهلاك، علماً انه تم بيع ما قيمته 28 مليون دولار خلال أسبوعين، أجاب البحصلي: قيل سابقاً انه تمّ تمويل السلة المدعومة بـ100 مليون دولار ولم نرَ أي سلع مدعومة على رفوف نقاط البيع… وهذا ما يحصل اليوم من خلال منصة sayrafa.

من جهة اخرى، سأل البحصلي: بما انّ ملايين الدولارات تهدر على المنصة ولا تصيب الهدف المرجوّ منها، أليس من الاجدى تسديد ملايين الدولارات من مستحقات مستوردي الادوية وحليب الاطفال والمستلزمات الطبية والمحروقات والقمح والسلة الغذائية المدعومة، بدلاً من تأمين الدولارات لاستيراد الكماليات من «شوكولا» وغيره؟ كيف يمكن تحقيق العدالة الاجتماعية بسياسة تفضيلية كهذه.

 

مصدرجريدة الجمهورية - رنى سعرتي
المادة السابقةتعميم “158” في خطر… فهل “يطير”؟
المقالة القادمةعن احتياطي مصرف لبنان…