ميناء الصيادين في الضبية: بين “سنسول” مهدّد بالإنهيار ونفايات تعوم في البحر

طبعاً المشاكل التي يعاني منها اللبنانيون كثيرة، وحتى المهن التي كان في السابق يعتبر أن المدخول منها جيّد لم تعد كذلك بعد حصول الأزمة في العام 2019 وإنهيار الليرة اللبنانية وإرتفاع الأسعار… فكيف بالأحرى بالنسبة لآخرين كصيادي الأسماك في بلد كلبنان؟.

الياس سبيريدون الخوري هو أحد صيادي الأسماك في ميناء الضبيه، يروي معاناة الصيادين وهو واحد منهم، حيث يلفت إلى أنه “منذ شهر الى الآن لم يبع بمليون ليرة سمكاً”، ويشير إلى أنه “اصطحب زوجته لزيارة الطبيب فاضطرّ الى دفع مئة وثمانين دولاراً… فكيف نستمرّ”؟!.

هذا مشهد بسيط مما يعانيه الصيادون، ولكن هناك خطر أكبر يهدّد حياتهم الا وهو “السنسول” أو الميناء في الضبيه الذي يحتاج إلى صيانة سنويّة، واليوم هو مهدّد فعلياً بالإنهيار. ويشرح رئيس تعاونية صيادي الأسماك جيلبير معلوف، عبر “النشرة”، أن “السبب يعود إلى أنّ البحر قضم جزءًا كبيراً من “السنسول”، الأمر الذي لا يُمكن معالجته إلا عبر وزارة الأشغال وهي الجهة المسؤولة عنه”، لافتاً إلى أننا “راجعناها عدّة مرّات وأكدت لنا أن المسؤولين في الوزارة موافقون على كلّ الأعمال شرط أن نقوم بها نحن، وكلّ عام يحصل تشققات في الأرض في الميناء نتيجة الأمواج ونرمّمها بالباطون، ولكن لا قدرة لنا على أكثر من ذلك، لأن كلّ ما نقوم به بمجهود فردي”.

لا تقتصر معاناة الصيادين على هذا فقط، فللبحر قصّة أخرى تعود الى أعوام خلت، حين تمّ رمي جبل النفايات في برج حمود في البحر ضمن “حائط بحري”، كما سُمِّيَ، أما اليوم فتلك النفايات تسربت إلى الماء وباتت تعلق في شباك الصيادين. ويشير جيلبير معلوف إلى أنها “من البلاستيك والنايلون الذي يطوف على المياه على علوّ معيّن، وعندما يرمي الصياد شباكه يلتقطهما”.

هنا، يتابع الصيّاد الياس سبيريدون الخوري إلى أنه “سابقاً وقبل معالجة جبل النفايات في برج حمود في البحر كان يعلق في شباكنا حشيش البحر، أما اليوم فيختلف الحال تماماً لأنّ ما يعلق بشباكنا هو نفايات من نوع آخر”، وهنا يستطرد ليروي ما حصل معه مؤخراً، إذ خرج الى البحر لاصطياد السمك وبسبب النفايات التي علقت بالشباك استنفد 30 قطعة من الشباك تكلفتها حوالي 3000 دولار… فأي جريمة بحق الصيّاد هذه؟.

“سعر الشباك قبل الأزمة كان 50 دولاراً”. هذا ما يلفت اليه الخوري، مشيراً إلى أنه “الآن أصبح يناهز 100 دولار، وهنا كل ما نفكّر به كيف نستمرّ”، ويضيف: “الصيّد لم يعد مهنة يُمكن أن نعيش منها، خصوصاً في ظلّ الأوضاع الحالية، والأهمّ في ظلّ تلوّث البحر ووجود النفايات فيه”، ليختم بالقول “البحر يعيش حالياً من قلّة الموت”.

هذه هي عيّنة عمّا يحصل في ميناء الصيادين في الضبية، “سنسول” مهدد بالإنهيار وصيادون يعيشون على أمل أن تتحسّن الأوضاع وأن تلتفت اليهم الدولة، وحتى ذاك الوقت ستبقى قضيّة الصيادين معاناة عائلات في زمن يعيش فيه جزء من اللبنانيين “من قلّة الموت”…

مصدرالنشرة - باسكال أبو نادر
المادة السابقةالصين تسعى لتهدئة المخاوف بشأن اقتصادها بعد خفض تصنيف «موديز»
المقالة القادمةمذكرة ربط النزاع: المصارف تعلن الحرب على الشعب اللبناني