نداء الاقتصاديين الاخير لم يكن الاول ولن يكون الاخير مع هذه الطبقة السياسية

صحيح ان نداء ٧ كانون الثاني الذي اطلق من مقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بمشاركة الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام ونقابات المهن الحرة لم يكن النداء الاول ولن يكون الاخير طالما ان هذه الطبقة السياسية ما تزال تدير امور البلاد والعباد خصوصا بعد نداءات عدة اطلقتها المجموعة ذاتها على مدار السنوات السابقة ولم تؤد الى النتيجة المطلوبة .

واذا كان هذا النداء موجه للنواب لانجاز الاستحقاق الرئاسي الذي يعتبروه مدخلا لاعادة بناء الدولة وعلى اسس اصلاحية سيادية بعد ان لاحظ هؤلاء استمرار السياسيين في اجتذاب حصصهم ولو على حساب مصلحة الوطن واستمرار تجاهل السياسيين لما الت اليه الاوضاع الاقتصادية من ترد وتراجع واهمال لمختلف القطاعات الاقتصادية رغم تحذير المجتمع الدولي بضرورة اعادة بناء الدولة الذي يبدأ من انتخاب رئيس للجمهورية يحقق الاصلاحات ويرفع النمو ويعيد الاقتصاد اللبناني الى السكة المؤدية للنهوض فان النداءات السابقة من قبل المجموعة ذاتها كانت تصب في مطالبة السياسيين بانقاذ الاقتصاد اللبناني. لكن لا حياة لمن تنادي لان هذاء النداء مثل غيره من النداءات لم يلقى اذانا صاغية ،من هنا كان الطلاق الفعلي بين السياسيين والاقتصاديين من خلال المداخلات التي القوها اثناء اطلاق النداء في

التهجم على السياسيين في القاعة الذي من خلاله اطلق النداء .

ولعل اكثر الذين هاجموا الطبقة السياسية كان رئيس نقابة اصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي طوني الرامي الذي كانت كلمته قوية لدرجة انه كر سبحة الانتقادات الاقتصادية بعده مثل نائب رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين زياد بكداش .

ماذا قال الرامي ؟

منذ عام 1975 وحتى عام 2025، 50 عاماً مرت، أي استحقاق يوبيل ذهبي للفشل السياسي بشهادة أهل السياسة في لبنان”.

وقال الرامي ” خلال الخمسين عاماً، مر على لبنان الكثير من أصحاب الدولة، كما يحبون أن نناديهم، لم يستطيعوا إيصالنا إلى النتائج المرجوة. فقد مر الكثير من أصحاب الدولة الذين أساؤوا الأمانة ورأينا في هذا الإطار حال الانتظام المالي والمودعين اليوم. وكذلك رأينا كثر من أصحاب الدولة الذين فشلوا في إدارة الدولة على مر خمسين عاماً ولاسيما في آخر 5 سنوات إذ لم يكن هناك أسوأ من الأزمة إلا إدارة الأزمة. كما رأينا العديد من أصحاب الدولة الذين يريدون تحويل الوطن إلى ساحة وقد رأينا الى اين وصلنا بفعل العدوان الإسرائيلي”.

واضاف: إنطلاقاً من هذا نقول “نعم نريد رئيس جمهورية يشبه الحكام العرب الذين يتميزون بالرقي والروح والرؤية، ونريد رئيس جمهورية يحوّل لبنان إلى ساحة للحرية والديمقراطية والإقتصاد ولبنان مصرفي واقتصادي وسياحي”.

وتمنى الرامي أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية يوم الخميس المقبل على قدر التطلعات لأن كل الاقتصاديين اليوم سيبنون على الشيء مقتضاه، إما يلتقطون الفرصة ويبقون في هذا البلد ويستثمرون أو على الدنيا السلام.

اما بالنسبة لبكداش فانه تطرق الى تشكيل الحكومة مبديا تخوفه من ان تبقى طريقة التشكيل على نظام الحصص وتركيب اسماء مستغربا التأخر في انتخاب رئيس للجمهورية حيث ينتظرون ماذا سيقرر الخارج .

وذكرت مصادر اقتصادية ان لسان حال الرامي هو لسان حال جميع الاقتصاديين الذين اكتوا بتعامل السياسيين مع الاوضاع الاقتصادية .

وبسبب هؤلاء السياسيين عمد الكثير من الاقتصاديين الى اقفال اعمالهم في لبنان والانتقال الى دول اخرى تحترم نفسها وتحترم قوانينها او استمروا في العمل في لبنان ولكنهم كبروا اعمالهم في الخارج وذلك بسبب عدم الاستقرار في لبنان على مختلف الاصعدة .

ولعل اطلاق النداء الذي وجهه المجتمع المدني في لبنان جاء بعد الانحدار الكبير في الاقتصاد بعد تراجع الدخل القومي من ٥٥ مليار دولار الى ١٨ مليار دولار وبعد احتجاز اموال المودعين في المصارف بعد ان اهدرها السياسيون عبر الانفاق غير المجدي والدعم من اموال الغير ،والعجز التجاري الكبير الذي تجاوز ال ١٤ مليار دولار سنويا ،والخسائر الفادحة التي تعرضت لها مختلف القطاعات الاقتصادية ومنها القطاع السياحي الذي كان يدر حوالى عشرة مليارات دولار ويدخل النقد الاجنبي الى البلد خسر في صيف الماضي حوالى ٣ مليارات دولار وذلك بسبب عدم انتخاب رئيس والحرب الاسرائيلية على لبنان اضافة الى الهجرة المكثفة في السنوات الماضية وارتفاع نسبة عدد العاطلين نن العمل الى ٤٠ في المئة وهي نسبة كبيرة لبلد صغير مثل لبنان.

حتى اللقاءات التي عقدتها الهيئات الاقتصادية مع ممثلي الكتل النيابية لم تصل الى اي نتيجة تشريعية وبالتالي يتساءل الاقتصاديون عن اسباب اهمال السياسيين لمطالب الاقتصاديين ومن هنا هذا الهجوم الذي يكبر يوما بعد يوما ولا يعرف الى اين سيؤدي .اذ ان المطلوب أن تكون السياسة لمصلحة الناس لا أداة لصراع اهل السياسة، وأن تكون السلطة في خدمة الناس، لا عبئا عليهم. لبنان ليس حقيبة تحمل إلى موائد المفاوضات، ولا ورقة في دفاتر الأمم، بل هو وطن ولد من رحم التضحيات ليبقى حرا عزيزا كريما.

هذا ما قاله النداء ولكن تبقى تلبيته .

مصدرالديار - جوزف فرح
المادة السابقةمقاربة الحكومة لأزمة الودائع لم تتبدل: تزعزع الكيان ولها تداعيات عميقة
المقالة القادمةاللبنانيون يتهافتون على شراء الليرة… هل ستتحسّن قيمتها فعلاً؟