شهد سعر صرف الدولار في السوق السوداء تراجعا ملحوظا في اليومين الماضيين، حيث سجل حتى كتاتة هذا النص 27800 ليرة للدولار الواحد، وللوقوف حول أسباب تحسن وضع الليرة مقابل الدولار، تواصلت “النشرة” مع الخبير الاقتصادي نسيب غبريل، الذي أكد أن “المصرف المركزي حاول من خلال التعميم رقم 161 الذي أصدره منتصف الشهر الفائت ومدده حتى نهاية شهر كانون الثاني الجاري، ضخ الدولار في السوق عبر استبدال السحوبات بالليرة وتحويلها الى دولار فريش”.
وإعتبر غبريل أن “هذا التعميم كما مختلف التعاميم السابقة صدر للجم تدهور سعر صرف الدولار في السوق الموازي والذي شهد ارتفاعا كبيرا في الأسبوعين الاخيرين”، مذكرًا بأن “مصرف لبنان عاد وأصدر قرارا يسمح للمصارف بزيادة “الكوتا” بالدولار من خلال شراء الدولارات من المصرف المركزي على سعر منصة صيرفة وذلك بهدف تلبية الطلب على السحوبات بالدولار”.
ولفت غبريل الى أن “كل التعاميم والقرارات التي يصدرها مصرف لبنان تهدف الى لجم تدهور سعر الصرف، ولكنها تبقى تدابير مرحلية ومؤقتة وهي في الواقع تسنزف الاحتياطي بالدولار لدى المصرف المركزي، لانها لم تترافق بأي اجراء اصلاحي من قبل السلطة السياسية”.
وذكّر غبريل بأن “ازمة الثقة بدأت تدريجيا منذ اواخر العام 2017 ، وادت الى تراجع تدفق رؤوس الاموال الى لبنان، وقد شهدنا في ايلول من العام 2019 ظهور السوق الموازي لاول مرة منذ 27 عامًا”، معتبرًا أنه “بدل أن تقوم السلطات باجراءات استثنائية كإقرار الكابيتال كونترول، مر عامين دون أي خطوة للجم التدهور واعادة تدفق رؤوس الاموال من الخارج”، معتبرًا أن “اجراءات المصرف المركزي تأتي لسد الفراغ الذي تركه الشلل السياسي والمؤسساتي في لبنان، ولو قامت السلطة السياسية باجراءات اصلاحية حقيقية لما كنا شاهدنا كل هذه التعاميم”.