فتحت الأسهم الأوروبية على ارتفاع أمس الخميس بدعم من سهم شركة إيرباص، الذي رفع أيضا مؤشر الأسهم القيادية الفرنسي ليقترب من مستوى قياسي مرتفع، في حين قادت شركات التعدين مكاسب القطاعات مع ارتفاع أسعار السلع. وارتفع المؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 0.7 في المائة، كما صعد المؤشر كاك 40 الفرنسي 0.9 في المائة ليقود المكاسب بين المؤشرات الأخرى بالمنطقة. وصعد سهم شركة إيرباص لتصنيع الطائرات 2.9 في المائة ليدعم كلا المؤشرين. واستهدفت الشركة تسليم الطائرات في 2023 بما يتماشى مع تقديراتها الأصلية للعام الماضي، لكنها أبطأت وتيرة إنتاج طائراتها الأكثر مبيعا من طراز إيه 320 نيو.
وقفز مؤشر الموارد الأساسية الأوروبي 1.4 في المائة مع ارتفاع أسعار النحاس في لندن من أدنى مستوياتها في خمسة أسابيع وسط آمال بتعافي الطلب في الصين، أكبر المستهلكين للمعدن. كما امتدت المعنويات الإيجابية من الأسواق الآسيوية مع احتفاء المستثمرين ببيانات مبيعات التجزئة الأميركية القوية، باعتبارها أخبارا جيدة تتعلق بالأرباح، بدلا من القلق بشأن احتمال أن تدعم رفع أسعار الفائدة. كما أغلق المؤشر نيكي الياباني يوم الخميس عند أعلى مستوياته في شهرين ونصف الشهر مع انتعاش شركات صناعة السيارات والإطارات بعد انخفاض الين، كما رفع صعود وول ستريت عند الإغلاق الليلة السابقة معنويات السوق. وارتفع المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.71 في المائة عند الإغلاق إلى 27696.44 نقطة.
وقال شيجيتوشي كامادا، مدير قسم الأبحاث بشركة «تاتشيبانا» للأوراق المالية: «أدى ضعف الين إلى رفع المعنويات. لم تكن هناك دلائل كثيرة على تحرك السوق، لكن السوق كانت متماسكة». وحوم الين قرب أدنى مستوى له في ستة أسابيع مقابل الدولار بعد أن أدت بيانات مبيعات التجزئة القوية في الولايات المتحدة إلى ارتفاع العملة الأميركية.
وقفز قطاع السيارات 1.8 في المائة مع ارتفاع سهم «تويوتا موتورز» 2.08 في المائة، وسهم «هوندا موتورز» 1.16 في المائة. كما صعدت أسهم شركات تصنيع الإطارات 1.73 في المائة مع ارتفاع سهم «بريدجستون» 1.67 في المائة. وارتفع سهم «سوميتومو رابر إندستريز» 3.81 في المائة، كما صعد سهم «ويوكوهاما رابر» 1.85 في المائة.
ومن جانبها، استعادت أسعار الذهب بعض الزخم يوم الخميس مع تراجع الدولار، لكن احتمالات إقدام مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) على رفع أسعار الفائدة مجددا أبقت على توتر المستثمرين.
وبحلول الساعة 03:33 بتوقيت غرينيتش، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المائة إلى 1840.94 دولار للأوقية (الأونصة)، بعدما سجل أدنى مستوى منذ أوائل يناير (كانون الثاني) يوم الأربعاء. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 في المائة إلى 1850.20 دولار.
وتثني أسعار الفائدة المرتفعة عن الاستثمار في الذهب الذي لا يدر عائدا، على الرغم من أنه يعتبر تحوطا ضد ارتفاع الأسعار. وقال هاريش في، رئيس أبحاث السلع الأولية في «جيوجيت» للخدمات المالية: «على الرغم من البيانات الاقتصادية الإيجابية الأخيرة للولايات المتحدة ومواصلة ضغط قوة الدولار الأميركي على وضع الذهب كملاذ آمن، هناك فرص لانتعاش تقني جديد بسيط، إذ انخفضت الأسعار إلى أدنى مستوياتها في عدة أسابيع».
وأظهرت بيانات يوم الأربعاء انتعاش مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة في يناير بعد انخفاضها شهرين متتاليين، مما يشير إلى استمرار متانة الاقتصاد على الرغم من ارتفاع تكاليف الاقتراض.
وعززت أرقام مبيعات التجزئة القوية، جنبا إلى جنب مع بيانات صدرت يوم الثلاثاء أظهرت استمرار التضخم المرتفع في الولايات المتحدة الشهر الماضي، المخاوف من أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيبقي أسعار الفائدة مرتفعة لمدة أطول. وقال هاريش إن البيانات قد تمنح المركزي الأميركي الثقة لرفع أسعار الفائدة أكثر، مما يضغط على الذهب على المدى القصير.
وأشار عدد من صانعي السياسة في الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع إلى أن هناك حاجة لمزيد من الزيادات لخفض التضخم إلى هدف البنك المركزي البالغ اثنين في المائة. وتراجع مؤشر الدولار 0.3 في المائة، بعدما وصل إلى أعلى مستوى في ستة أسابيع الأربعاء، مما جعل الذهب المسعر بالعملة الأميركية أقل تكلفة للمشترين في الخارج. وسجلت عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات أعلى مستوى منذ الثالث من يناير. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.7 في المائة إلى 21.77 دولار للأوقية. وزاد البلاتين 0.6 في المائة إلى 920.16 دولار، وصعد البلاديوم واحدا في المائة إلى 1479.16 دولار.