كشف تقرر حديث أصدره بنك يو.بي.أس السويسري أن ثروات الأفراد حول العالم نمت خلال العام الماضي، رغم استمرار منغصات الاقتصاد العالمي.
وقال البنك في تقريره المنشور على منصته الإلكترونية إن “نمو الثروة العالمية تعافى من انكماش بنسبة 3 في المئة خلال عام 2022 ليتوسع بنسبة 4.2 في المئة العام الماضي”.
وأرجع معدو التقرير هذا النمو المفاجئ أساسا إلى تأثيرات العملة، وتتصدره مناطق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ.
وفي المتوسط كان البالغون في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا هم الأكثر ثراء، حيث بلغ أعلى متوسط ثروة لكل شخص بالغ 166 ألف دولار، يليه 156 ألف دولار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ و146 ألف دولار في الأميركتين.
لكن الثروة في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا نمت بمعدل أبطأ بنسبة 41 في المئة العام الماضي، مقابل 122 في المئة بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ و110 في المئة في الأميركتين.
وفي حين أن وتيرة نمو الثروة آخذة في الارتفاع منذ عام 2008، إلا أنها فقدت قوتها في جميع الأسواق تقريبا. ومرة أخرى كانت تركيا استثناء، حيث أظهرت البيانات متوسط نمو مذهل للثروة بنسبة 1708 في المئة بالعملة المحلية بين عامي 2008 و2023.
وأوضح الاقتصاديون في بنك يو.بي.أس أن تركيا تمر ببيئة تضخم مرتفعة، فقد قفزت أسعار المستهلك بأكثر من 71 في المئة الشهر الماضي، بعدما كان مرتفعا عند حدود 85 في المئة خلال أكتوبر 2022.
ويرى البنك أن ارتفاع ثروة تركيا جاء مع قيام الأفراد بتحويل أموالهم إلى الإسكان، والذي يميل إلى الارتفاع، وهو ما يساهم في هذا النمو.
وعلى سبيل المثال شهد الربع الثالث من عام 2022 ارتفاع أسعار المنازل في السوق التركية بنسبة 189 في المئة، رغم أن ذلك تراجع تدريجيا إلى 52 في المئة خلال الربع الأول من هذا العام.
وجاء في التقرير الصادر عن المجموعة المصرفية الأربعاء الماضي أن تركيا، إلى جانب كل من قطر وروسيا، شهدت أكبر زيادات في الثروات للأفراد خلال عام 2023.
وحافظت سويسرا على مكانتها باعتبارها صاحبة أعلى متوسط للثروة في العالم باستثناء الديون عند نحو 710 آلاف دولار تقريبا للفرد البالغ، حسب تقرير الثروة العالمي لعام 2024.
وحلت لوكسمبورغ في المركز الثاني، تلتها هونغ كونغ، فيما تراجع ترتيب الولايات المتحدة إلى المركز الرابع على مستوى العالم، بعدما احتلت المرتبة الثانية في تصنيف العام الماضي.
وفي مكان آخر أشار تقرير البنك إلى أنه من المتوقع أن تنتقل على مستوى العالم ثروة بقيمة 83 تريليون دولار من جيل إلى آخر خلال العقدين المقبلين، “وهو ما يعادل تقريبًا قيمة كل النشاط الاقتصادي في الاقتصاد العالمي في يوم واحد”.
وذكر محللو يو.بي.أس أن الكثير من هذه الثروة ستنتقل من زوج إلى آخر قبل أن تصل إلى الجيل التالي، مع ذهاب قدر كبير منها إلى النساء بسبب ارتفاع متوسط العمر المتوقع لهن.
ومن المتوقع أن يتم تمرير ما يزيد قليلا عن 10 في المئة، أي نحو 9 تريليونات دولار، من تحويل الثروة الكبيرة أفقيا أولا، معظمها في الأميركتين. وأشار الاقتصاديون في البنك السويسري إلى أن تحليلهم يظهر أن الأفراد هم أكثر عرضة لتسلق سلم الثروة بدلا من الانزلاق إليه.
وفي الواقع يميل واحد من كل ثلاثة أفراد إلى الانتقال إلى شريحة ثروة أعلى على مدار عقد من الزمن، في حين ترتفع فرص الهروب من شريحة الثروة الأدنى إلى أكثر من 60 في المئة.
وفيما يتعلق بمكان العثور على مليونيرات المستقبل، ذكر تقرير البنك أن الولايات المتحدة تستضيف أكبر عدد في العالم، بما يقرب من 22 مليونا، تليها الصين بما يزيد قليلا عن 6 ملايين. وبحلول عام 2028 سيرتفع عدد البالغين الذين تزيد ثرواتهم عن مليون دولار في 52 من أصل 56 سوقا أخذ الباحثون عينات منها.
ومن المتوقع أن تتصدر تايوان القائمة، نظرا لهيمنتها على صناعة الرقائق الدقيقة، مع ارتفاع عدد المليونيرات بنسبة 47 في المئة، مقابل 16 في المئة للولايات المتحدة. وتأتي المملكة المتحدة في ذيل القائمة، حيث من المتوقع أن يتقلص عدد المليونيرات بنسبة 17 في المئة بحلول عام 2028.
وقال بنك يو.بي.أس إن “بريطانيا ربما يكون لديها الآن عدد غير متناسب من أصحاب الملايين الذين سينخفض عددهم مع انتقال هؤلاء الأفراد إلى أماكن ذات سياسات ضريبية أكثر ملاءمة”.