هل تتحرر “بريكس” من “سويفت”؟

تقرير دولي

———–

هل تتحرر “بريكس”

من “سويفت”؟

 

تتوسع استخدامات المعاملة بالعملات الوطنية وتقليص التعامل بالدولار، حيث تحاول مجموعة بريكس توسيع المدفوعات غير المرتبطة بالدولار، وتسعى هذه الدول ا للتخلي عن منظومة “سويفت” التي تسيطر عليها الولايات المتحدة. وتشمل خطط المجموعة، التي تضم روسيا والصين والبرازيل وجنوب إفريقيا والهند والسعودية والإمارات ومصر وإثيوبيا و إيران ، إنشاء منصة دفع مشتركة.

ولا يزال الدولار الأمريكي متربعًا على عرش العملات عالميًا على مدار عقود، لكن محاولات إنهاء هيمنته على المعاملات التجارية الدولية تتصاعد وتيرتها من حين لآخر.

“وهدف إنهاء الاعتماد على الدولار في علاقاتنا الاقتصادية لا رجعة فيه”، هكذا تحدث الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” في كلمة مسجلة شارك بها في قمة تكتل الاقتصادات الناشئة الرئيسية “بريكس”، التي استضافتها جنوب أفريقيا. في آب/ أغسطس 2023.

لكن سقف طموحات الرئيس البرازيلي “لولا دا سيلفا” بدا أعلى، إذ حث قادة التكتل على إنشاء عملة مشتركة لتستخدم في التبادل التجاري في ما بينها.

فروسيا، واجهت صعوبات كبيرة بعد العقوبات الغربية عليها وإقصائها من المنظومة المالية العالمية العام الماضي إثر الحرب مع أوكرانيا. ويقف ذلك وراء رغبة بوتين القوية في التخلص من الاعتماد على الدولار.

وكانت وزيرة الخزانة الأميركية “جانيت يلين” قد حذرت من أن العقوبات الغربية على موسكو بدأت تشكل خطرًا على هيمنة الدولار.

أما الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فتعمل منذ أمد من أجل زيادة استخدام اليوان في المعاملات التجارية الخارجية، بهدف تعزيز أهمية عملتها دوليا.

ولا يقتصر الأمر على هذه الدول، فقد أبدت السعودية، الغنية بالنفط، أيضا انفتاحا على فكرة استخدام عملات أخرى إلى جانب الدولار.

كما أخذت بعض البلدان إجراءات من أجل تعزيز استخدام العملات المحلية. فعلى سبيل المثال، أعلنت الإمارات والهند في يوليو/تموز الماضي (2023) عن اتفاق بشأن استخدام الدرهم الإماراتي والروبية الهندية في المعاملات بين الجانبين.

ولا يمكن إغفال أهمية اقتصادات “بريكس”، فأعضاء التكتل حاليا – الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا – يمثلون أكثر من 40 في المئة من سكان العالم ونحو 25 في المئة من إجمالي الناتج المحلي العالمي.

ولكن الإطاحة بـ”ملك العملات”، الذي يحوز نصيب الأسد في الاحتياطي النقدي العالمي منذ الحرب العالمية الثانية، يحتاج إلى إجراءات واسعة كي يصبح واقعا ملموسا، وإلا بقي مجرد أمنيات تراود أفكار أصحابها.

 

 

 

 

المادة السابقةوزارة الصناعة تخفض أسعار الغزول القطنية للمرة الثانية
المقالة القادمةمصر.. تعهد بعدم رفع سعر رغيف الخبز المدعوم