من ضمن المساعدات التي وصلت الى لبنان بعد إنفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب الفائت، هبة قطرية هي بمثابة معدات طبية لتجهيز مستشفيين ميدانيين بسعة ١٠٠٠ سرير، واحد في الشمال (٥٠٠ سرير) والثاني في الجنوب (٥٠٠ سرير). هذه الهبة لم تستعمل بعد من قبل الجانب اللبناني وهي في مستودعات المدينة الرياضية.
بمجرد إنكشاف معلومة مكان تخزينها سُرّبت صور للمعدات الموضّبة وانطلقت حملة عبر وسائل التواصل الإجتماعي تهاجم وزارة الصحة على خلفية إختيار مستودعات المدينة الرياضية لتخزين الهبة القطرية، مستنتجةً أن مصيرها قد يكون التلف على غرار ما حصل مع هبة الطحين العراقي التي تعرضت كميات منها للتلف بعد تسرب المياه الى مستودع تخزينها.
الجهة التي كشفت تخزين الطحين العراقي أيّ بلدية الغبيري تؤكد لـ”النشرة” أن قانون البلديات الذي يسمح لها الكشف على مستودعات المواد الغذائية ضمن نطاقها ومن بينها مستودع الطحين، لا يخوّلها الكشف على مستودعات تخزن فيها معدات طبّية لمستشفيات ميدانيّة، البلدية علمت بتخزين الهبة القطرية في مستودعات المدينة الرياضية لكنها لا تملك تفاصيل عن ظروف تخزينها وعند مراجعتها وزارة الصحة قيل لها إن التأخير في إستعمال الهبة وتركيب المستشفيين سببه لوجيستي بحت.
بدورها تؤكد وزارة الصحة تخزين معدات الهبة في المدينة الرياضية من قبل الجيش اللبناني، وذلك بعدما دمر الإنفجار كل مستودعات الوزارة في الكرنتينا، نافية كل اتهام حول احتمال تلفها على اعتبار ان الجيش وضّبها بطريقة تحميها ولأن المستودع المخزنة في داخله ليس في طابق سفلي وهو بعيد عن مستودع الطحين، وتضيف مصادر الوزارة بالقول “لا يمكن أن تتسرب الى المستودع المذكور مياه الشتاء، والدليل أن الصور التي سُرّبت من داخله التقطت منذ أيام قليلة اي خلال الشتوة الأخيرة وقد أظهرت الصور خلوّ المكان من المياه”. ورداً على سؤال عن سبب التأخير في الإستفادة من الهبة تفيد المصادر بأن الوزارة في صدد تحضير البنى التحتية للمستشفيين الميدانيين المقدّمين من قطر، وبأن واحداً من منهما سيتم تركيبه في صور والثاني في طرابلس، حيث لم تتعذب الهيئة العليا للإغاثة كثيراً قبل أن تجد المكان الذي سيكون مقراً له، اما في صور فإحتاج البحث الى وقت أكثر ليقع الخيار أخيراً على مبنى ملحق بالمستشفى الإيطالي.
حتى تركيب المستشفيين الميدانيين سيتولاّه الجيش اللبناني كونه الجهة التي استلمت الهبة من القطريين، اما التشغيل والإدارة فسيكونان على عاتق وزارة الصحة، وهنا تضيف المصادر، “لحظة تقرّر الوزارة التركيب لن يحتاج ذلك الى أكثر من ايّام معدودة كي يصبح المستشفيان جاهزين لإستقبال المرضى”.
إذاَ لماذا التأخير في التركيب والإستفادة من الهبة؟
معلومات “النشرة” تفيد بأن الوزارة ليست بحاجة اليهما في هذه المرحلة بالذات خصوصاً بعدما إنخفض عدد إصابات الكورونا اليومية بعض الشيء خلال فترة الإقفال التي امتدت لأسبوعين، وأيضاً لأنّ عدد أسرّة مرضى الوباء في المستشفيات الحكومية قد ارتفع، وكذلك هناك عدد من المستشفيات الخاصة تجاوب مع طلبات وزارة الصحة ورفع من قدرته الإستيعابية لمرضى كورونا، وبالتالي حتى لو انتهى تركيب المستشفيين الميدانيين لن تكون الوزارة بحاجة اليهما راهناً، وعلى امل ألا يكون لبنان بحاجة اليهما في المستقبل.
إذاً، الهبة القطرية ليست بخطر بما أن الجيش هو من وضّب وخزن وهو من سيركّب المستشفيين، وبما أن الوزارة مطمئنة تماماً لما يقوم به الجيش وللمكان المخزّنة فيه المعدات.