رجَّح محللون وتجار أن تكون مخزونات القمح الأسترالية أعلى بكثير من العام الماضي بنهاية الموسم؛ ما يضغط على الأسعار، بسبب انخفاض الواردات الصينية ومنافسة روسيا، المصدر المنافس، من حيث الإمدادات الوفيرة.
وقد يكون من الضروري بيع الحبوب المخزنة بأسعار بخسة لتوفير مساحة تخزين قبل موسم حصاد القمح الجديد في الربع الأخير من العام؛ ما سيؤثر سلباً على عقود شيكاغو الآجلة القياسية التي تتداول بالفعل بالقرب من أدنى مستوياتها منذ عام 2020 بسبب وفرة المعروض العالمي.
وأظهرت بيانات الجمارك الأسترالية أن أستراليا أرسلت 546 ألف طن متري فقط من القمح إلى الصين خلال الفترة من أكتوبر (تشرين الأول) إلى مارس (آذار)، وهي الأشهر الستة الأولى من موسمها التسويقي، بانخفاض عن 2.9 مليون طن في الأشهر الستة الأولى من موسم 2023 – 2024 و4.4 مليون طن في الفترة نفسها من موسم 2022 – 2023.
كما حافظت شحنات روسيا، أكبر مُصدّر للقمح في العالم، على قوتها على الرغم من أن الربع الثاني عادةً ما يكون موسم التصدير الهزيل قبل الحصاد.
وصرح فيتور بيستويا، المحلل في «رابو بنك» في سيدني، بأن حصاد القمح القادم في نصف الكرة الشمالي، بما في ذلك روسيا، سيزداد في الأسابيع المقبلة؛ ما سيُغرق السوق بحبوب رخيصة ويحدّ من آفاق التصدير الأسترالية.
وأضاف: «إذا استمرت وتيرة الصادرات الأسترالية الحالية، فسيكون لدينا فائض يتراوح بين 5 و6 ملايين طن من محصول الموسم الماضي». وقال: «نحن نواجه مشكلةً ضخمة. ليس الأمر كما لو أن السوق العالمية تعاني نقصاً في المعروض»، مضيفاً أن ذلك قد يؤدي إلى بيع كميات كبيرة من الحبوب؛ ما قد يدفع الأسعار نحو 300 دولار أسترالي (194 دولاراً أسترالياً) للطن، من سعر يتراوح بين 325 و350 دولاراً أسترالياً حالياً.
وقال مصدر في شركة تجارة حبوب دولية مقرها أستراليا إن إجمالي الكميات المتبقية، بما في ذلك الحبوب من المواسم الماضية، قد يصل إلى 8 ملايين طن. وأضاف: «إذا بدت محاصيل الموسم الجديد جيدة، فقد تصبح مشكلة في سعة التخزين. وهذا يُجبر الناس على البيع بأسعار أرخص في سوق التصدير لإفساح المجال».
وبلغ متوسط مخزون القمح الأسترالي في نهاية الموسم 3.3 مليون طن في السنوات الخمس الماضية، وفقاً لبيانات وزارة الزراعة الأميركية. وأضاف المصدر أن «أربعة ملايين طن مستوى مريح، لكن تجاوز ستة ملايين طن أمرٌ صعب».
ويتوقع المحللون أن تنتج أستراليا ما بين 28 و34 مليون طن من القمح هذا العام. يُمثل هذا انخفاضاً عن 34.1 مليون طن في العام الماضي، ولكنه أعلى بكثير من متوسط عشر سنوات البالغ 27.6 مليون طن، وفقاً لبيانات حكومية.
وحجز المشترون الصينيون أربع أو خمس شحنات من القمح الأسترالي، كل منها بوزن 55 ألف طن، مع بداية شهر مايو (أيار)، لكن هذه هي المشتريات الصينية الجديدة الوحيدة هذا العام، ولم تُتبع بشحنات أخرى.
ومن المرجح أن تشهد الصين، التي تشهد طقساً حاراً وجافاً في مناطق زراعة رئيسة، هطول أمطار في تلك المناطق حتى الثلاثاء المقبل؛ ما قد يُقلل الطلب على القمح المستورد بشكل أكبر.
وفي غضون ذلك، واصلت روسيا شحن الحبوب بأسعار تنافسية حتى خلال فترة توقف موسمها، وفقاً لتاجر حبوب في سنغافورة، والذي قال: «كنا نأمل أن تصل المزيد من شحنات القمح الأسترالي إلى وجهات في الشرق الأوسط وأفريقيا. كانت هناك توقعات بأن روسيا ستصدر كميات أقل».