كشف رئيس التجمع الطبي الاجتماعي البروفسور رائف رضا، عبر وكالة “أخبار اليوم” أن مصنعا للادوية في منطقه الشوف يمتلك المواصفات الدولية لتصنيع اللقاح الروسي SPUTNIK V.
وفي المعلومات المتوافرة للوكالة عن المصنع، فهو حديث تأسس منذ نحو 5 سنوات ، لديه الامكانات التقنية لتصنيع اللقاحات والادوية. وقد حصل اتصال بين القيمين عليه والسفارة الروسية، حيث قدّم الاوراق اللازمة، وكان ذلك بهدف تصنيع ادوية روسية في لبنان قبل البدء بانتاج اللقاح.
وبحسب المعلومات، فان وزارتي الصناعة والصحة الروسيتين وافقتا على منح الترخيص بعدما حصل الكشف من قبل السلطات الروسية على المصنع.
وبعد انتاج روسيا لقاح SPUTNIK V ، وجه المصنع رسالة الى الجانب الروسي من خلال السفارة من اجل البحث في امكانية تصنيعه اللقاح، مع العلم ان الامر لن يتحقق غدا، بل قد يستغرق عدة اسابيع من اجل التفاوض حول التصنيع والاسعار وكافة التفاصيل ذات الصلة.
ولكن على اي حال اذا تم تصنيع اللقاح في لبنان يمكن ان يصدّر الى الدول المجاورة بالاتفاق مع المنتج الروسي.
الارقام
وفي اطار متصل، كان وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن بحث مع السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف في سبل استقدام اللقاح الروسي SPUTNIK V إلى لبنان، في ضوء قرار صندوق الإستثمار الروسي إتمام التعاون في هذا المجال عبر وزارة الصحة العامة مباشرة، مع تشجيع إشراك المبادرات الخاصة والقطاعية من نقابات ومؤسسات وشركات.
فهل يمكن للقاح الروسي ان يسد حاجة لبنان، حيث تقدّر وزارة الصحة العامة الحاجة إلى مليوني جرعة إضافية، بعد الإتفاقات السابقة التي تم عقدها وتأمن بموجبها أكثر من ستة ملايين جرعة كالتالي: مليونان ومئة ألف من فايزر، مليونان وسبعمئة وخمسون ألفاً من كوفاكس، مليون ونصف المليون من أسترازينيكا (قيد الإنجاز).
وبالعودة الى اللقاح ، شرح البرفسور رضا ان SPUTNIK V يعتمد على طريقة recombinant virus اي على النواقل الغدية adeno virus vector وبالتالي يعمل على حمل المادة الجينية للـ covid19 بحيث يدخل البروتيين الشوكي إلى جسم الانسان الذي يتلقى اللقاح.
وفي حديث الى وكالة “أخبار اليوم”، اشار رضا ان SPUTNIK V آمن ويساعد جهاز المناعة على إنتاج المضادات antibodies، موضحا ان هذه الطريقة مستعملة بنقل الفيروسات منذ أكثر من 30 سنه دون إحداث عوارض خطيرة، لافتا الى ان اللقاح الروسي استعمل في اكثر من 27 دولة لغاية اليوم، بمعنى انه جرّب على ملايين البشر ولم نسمع ضجيجا إعلاميا وطبيا بين مؤيد ومعارض كما حدث مع شركة فايزر التي لا تعترف بمسؤوليتها عن العوارض التي قد يسببها اللقاح، وقد التزمت الدولة اللبنانية بذلك.
وعن امكانية تصنيعSPUTNIK V ، اشار البروفسور رضا، المهم أن المصنع اللبناني- الذي يفضّل ان يبقى اسمه طي الكتمان راهنا – سيأخذ الموافقة الروسية بعدما قدم الاوراق اللازمة التي توضح وضعه العلمي، قد تم الكشف عليه من قبل الجانب الروسي، قائلا: وقد يبصر التصنيع النور قريبا خاصه أن الروس جاهزون للتعاون، لان المصنع المشار اليه يملك المواصفات الدولية للتصنيع.
شدد رضا على ان هذا الامر سيكون مفخرة يحتذى به، وبالتالي يستطيع لبنان تأمين – الى جانب اللقاحات الأخرى – التغطية لحوالي80% من المجتمع اللبناني ولكل المقيمين على أراضيه بأقل مدة زمنية، وعندها تتحقق مناعة المجتمع ونخفف من فقدان الاحبة.
وفي هذا السياق، ذكّر البروفسور رضا أن اللقاح الروسي أثبت فعاليته بنسبة 92% بالاضافة الى مدة المناعة التي يوفرها، في حين لم تحدد بدقة فترة المناعة في اللقاحات الأخرى، ولا ندري ما اذا كان يجب ان يتكرر تلقي اللقاح بشكل سنوي.
واذ سأل: هل نتحمل انتظار المنظمة العالمية للدواء والغذاء FDA كي ترخص للقاح الروسي وهل تناسينا أنها لا تتدخل سياسيا؟ اين نحن من صراعات الدول؟ قال البروفسور رضا: أننا نناشد المسؤولين اللبنانيين المبادرة للعمل السريع لتحقيق الحلم العلمي بالتنسيق مع روسيا التي تبدي كل تعاون وهي التي كانت قد قدمت هبات من اللقاح ولم تتجاوب الدولة اللبنانية معها الا بعد مدة طويلة… فلم نحصل عليها! ولا ندري لماذا؟!
وتوجه الى المعنيين محذرا: اذا لم تعملوا على أخذ المبادرة من خلال مساعدة هذا المصنع للحصول على الترخيص اللازم والبدء بالانتاج بأقرب فرصة وتحملوا المسؤولية في اخفاقكم وفشلكم بالادارة الصحية. وشدد على اهمية العمل الدؤوب لنجاح هذه الفرصه الذهبية، فنكسب صحة مواطنينا بدل الشؤم اليومي من بعض الأبواق الصحية والتغريدات التي تدب الذعر بين المواطنين والتي تغطيها بعض الوسائل الاعلامية لا سيما لجهة عدد الإصابات والوفيات التي لم تنقص، هذا الى جانب العجز في تأمين دعم الأسر الفقيرة والمياومين للصمود في منازلهم في ايام الاغلاق مما سبب الفلتان.
وقال: لو جعل المعنيون فحوصات PCR مجانيه او شبه مجانيه لكنا احصينا الحالات وبالتالي تمكنا من تتبعها بدقه لان الوقاية خير من العلاج، منتقدا التراخي مع بعض المستشفيات الخاصة لناحية تهربها من فتح وتجهيز غرف العناية الفائقة حتى امتلأت الاسرة وكثرت ارقام الموتى وفقدان الاحبة والبعض يرمي التقصير على الآخر حتى وصلنا الى ما نحن عليه.
وختم: بدأنا منذ ايام بحملة التلقيح وبعض الدول قد لقحت شعوبها باكرا… لذا لا بد من تشجيع تصنيع اللقاح الروسي وسواه، الامر الذي يشكل اقصر الطرق للوصول الى المناعة المجتمعية. فربما معركتنا مع كورونا ليست قصيره وقد نحتاج الى جرعات سنوية من اللقاح.