تداولت أوساط سياسية معلومات عن زيارة سيقوم بها وفد روسي رفيع المستوى إلى لبنان، للبحث في إمكان عقد مؤتمر للنازحين السوريين، مكمّلاً للمؤتمر الذي عُقِد في دمشق نهاية العام الماضي. وبحسب مطلعين، كانَ من المقرّر أن يصل الوفد الى بيروت أول الشهر الحالي، من دون معرفة إذا ما تمّ تأجيل الزيارة لسبب ما أو إلغاؤها. وقالت مصادر مواكبة للملف إن مسؤولين روسيين تحدّثوا إلى وزير الشؤون الاجتماعية رمزي مشرفية في هذا الأمر، خلال تمثيله لبنان في مؤتمر النازحين في دمشق، واستفهموا منه عمّا إذا كان هناك مانِع لعقد مؤتمر آخر في بيروت، فأجاب مشرفية بأن «القرار لا يعود للوزارة، بل للدولة اللبنانية»، مع تأكيد أن «قضية النازحين هي قضية وطنية ووجودية». وربطت المصادر الرغبة الروسية بعقد مؤتمر جديد «بإصرار روسيا الكبير على استكمال ما نتج عن المؤتمر السابق، وبذل كل الجهود لتحقيق عودة آمنة للنازحين».
وكان مشرفية قد زار دمشق الأسبوع الفائت، حيث التقى الوزراء السوريين المعنيين بالملف، ومن بينهم وزير الخارجية فيصل المقداد. وشدّد الطرفان على ضرورة أن يكون هناك تواصل وضغط مع الدول الصديقة والكبرى للمساعدة في العودة، كما على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تقدّم المساعدات للسوريين خارج بلدهم. كما التقى مشرفية وزير الداخلية السوري، محمد خالد رحمون، الذي شرح كل الإجراءات اللوجستية التي تقوم بها الدولة السورية أو يُمكن أن تقوم بها لتسهيل العودة، خاصة إلى المناطق البعيدة. وبناءً على هذه الزيارة، جرى تكليف وزارة الخارجية اللبنانية، في اجتماع بعبدا أول من أمس، بتكثيف العمل الديبلوماسي لحث الدول المانحة على مساعدة النازحين السوريين في وطنهم الأم.