أظهر تقرير جديد أن شركة هواوي الصينية حلّت في المركز الأول عالميا في عدد براءات الاختراع في الاتصالات اللاسلكية المودعة العام المنتهي في شهر أكتوبر 2020، كما حافظت الشركة على وتيرة البحث والتطوير حتى في ظل وباء كورونا، وتأثير القيود الأميركية على الصادرات.
وقدمت الشركة التي يقع مقرها في مدينة شنغن الصينية نحو 8607 براءات اختراع لاسلكية في المدة الواقعة بين 1 يناير و30 أكتوبر، متقدمة على شركة كوالكوم الأميركية لصناعة الرقائق، التي حصلت على 5807 براءات اختراع وفقا لتقرير صدر الخميس عن مؤسسة “إنكو بات” الصينية التي صنفت أيضا أفضل 100 شركة، حيث جاءت شركة الهواتف الذكية الصينية (أوبو) في المرتبة الثالثة بحصولها على 5353 براءة اختراع.
وحسب البلد، كان لكل من الصين والولايات المتحدة حصة 32 في المئة من براءات الاختراع المودعة، ثم جاءت اليابان بنسبة 15 في المئة، ثم كوريا الجنوبية بنسبة 7 في المئة. وقالت “إنكو بات” إن القائمة تستند إلى البيانات العامة لبراءات الاختراع في مجال شبكات الاتصالات اللاسلكية، ويشمل ذلك: شبكات الجيل الخامس جي 5.
وجاء في التقرير “كمجال رئيسي للاتصالات الحديثة، لطالما كانت تقنية شبكات الاتصالات اللاسلكية جزءا مهما للغاية من عملية البحث والتطوير للجيل الخامس”.
وأضاف “ومع المنافسة التقنية الجديدة وحالة العولمة الجديدة، أصبحت تقنية شبكات الاتصالات اللاسلكية خيارا إستراتيجيا مهما للشركات لمواجهة المنافسة الدولية”.
وتؤدي براءات الاختراع خاصة في التقنيات الناشئة، مثل: شبكات الجيل الخامس، والذكاء الاصطناعي دورا مهما في تحديد الشركات والبلدان التي ستتمتع بمزايا خاصة في “اقتصاد الغد”.
وبالإضافة إلى براءات الاختراع المودعة، تقود هواوي أيضا المساهمات المتعلقة بشبكات الجيل الخامس في جي.بي.بي 3 ، وهي منظمة دولية شاملة تعمل على تطوير معايير الاتصالات، متفوقة على منافستها الأوروبية إريكسون والأميركية كوالكوم، وذلك وفقا لتقرير صادر عن شركة الأبحاث والاستشارات “استراتيجي أنالتيك” في وقت سابق من هذا العام.
وحددت منظمة جي.بي.بي 3 خلال العام الحالي الإصدار 16 ريلز، وهي المرحلة التالية من معايير جي 5 التي تشمل مجموعة من التطبيقات الجديدة، مثل القيادة الذاتية، والمصانع الذكية، والجراحة عن بُعد في قطاع الرعاية الصحية.
وصعدت الولايات المتحدة التي شعرت بالقلق من التقدم الاقتصادي في بكين ووسط مخاوف تتعلق بالأمن القومي، في العام الماضي حربا تقنية مع الصين تهدد بفك ارتباط الاقتصادين في العديد من المجالات، مما يفتح آفاق المعايير المزدوجة للعديد من التقنيات الجديدة.
وفي الوقت نفسه، واصلت الصين دفعها القوي لشبكات الجيل الخامس، إذ أعلنت وزارة الصناعة وتقنية المعلومات في وقت سابق من الشهر الحالي أن البلاد بنت ما يقرب من 700 ألف محطة أساسية لشبكات جي 5 في عام 2020، متجاوزة هدفها الأصلي البالغ نصف مليون.
وخلال العام 2018 أظهرت بيانات المنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو) أن المكتب الصيني للمنظمة سجل مستويات قياسية من طلبات براءات الاختراع، التي وصلت إلى 1.54 مليون طلب.
وقالت حينها إن ذلك يجعل المكتب الصيني مسؤولا عن نسبة 46.4 في المئة من إجمالي طلبات براءات الاختراع على المستوى العالمي.
ويبدو أن فورة الابتكارات جاءت بعد أن وضعت الحكومة الصينية سباق التفوّق التكنولوجي في صدارة أولوياتها، وهي تسعى إلى تخفيف الضغط الأميركي على سعيها إلى التفوّق في ميادين التجارة والتكنولوجيا.
وترى منظمات أن الصين أصبحت المحرك الرئيسي لنمو إيداعات الملكية الفكرية في السنوات الأخيرة، وأنها شكّلت المصدر الرئيسي للنمو في براءات الاختراع خلال العام الماضي.