واشنطن وباريس: ممنوع إعادة الإعمار!

6 أشهر تقريباً مرّت على انفجار نيترات الأمونيوم في شوارع بيروت وأحيائها. ستة أشهر وعودة الأهالي لم تتحقّق؛ السير في شوارع الجميزة ومار مخايل والكرنتينا يوحي كأن الانفجار حصل البارحة. فترميم واجهات المنازل الذي قامت به بعض الجمعيات والمنظمات ليس سوى ترقيع. لا إعادة إعمار لبيروت في المنظور القريب: سبق لأميركا وفرنسا أن أبلغتا هذا القرار إلى من يعنيهم الأمر في الجمهورية اللبنانية وكرّره أخيراً بعض سفراء الدول الأجنبية. وفي ظل قرار الحكومة ــــ غير المفهوم وغير المبرّر ــــ بالامتناع عن القيام بواجبها في هذا المجال، يبقى الإعمار مربوطاً بفكّ الحصار السياسي عن لبنان وبالرضوخ للشروط الدولية حتى يتمكن لبنان من توسّل القروض مجدداً على أبواب الجهات المانحة التي تبغي الربح

الإعمار لن يحصل، وهو مؤجّل الى حين انقشاع الضباب السياسي وتأليف حكومة برضى أميركي وببرنامج عمل مُحدّد مسبقاً. عندها يكون إصلاح المناطق المنكوبة من ضمن الرزمة الجاهزة. ليس الأمر سرّاً، بل تبلغه رئيسا الجمهورية والحكومة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكرّره عدد من السفراء على مسمع محافظ بيروت مروان عبود.

حتى إن المؤتمر الإنساني الذي عقده ماكرون في باريس لمساعدة لبنان، لم تصل أمواله قط. قبيل ذلك، وعند زيارة الرئيس الفرنسي الأولى لبيروت عقب انفجار المرفأ، رافقته باخرتان محملتان بموادّ أوليّة، لم يُعرف عنها شيء. لا بلدية بيروت رصدتها ولا غرفة الطوارئ المتقدمة التي يرأسها الجيش تعرف عنها شيئاً. في مقابل ذلك، أرسلت مصر 9 آلاف متر مربع من الزجاج، ما يعدّ كمية قليلة جداً بالنسبة الى الأضرار، وقدمت إسبانيا مدرسة رسمية كلفتها نحو مليون يورو وتتسع لنحو 500 تلميذ يجري تجهيزها في منطقة الكرنتينا قرب فوج الإطفاء حيث هناك عقارات لبلدية بيروت، علماً بأن ثمة جمعيات قامت بعمل جدّي وساهمت بعملية الترميم. فجمعية فرج العطاء استطاعت ترميم شارع كامل في الكرنتينا، فيما تقول مصادر مطلعة على عمل الجمعيات إن المؤسسة المارونية للانتشار كان لها دور فعال، ومثلها جمعية «أركانسييل». لكن الترميم شيء، وإعادة الإعمار شيء مختلف تماماً ولا يمكن أن يجري إلا بإدارة مؤسسات الدولة اللبنانية لا عبر جمعيات متفرقة تعمل بشكل فردي وبميزانية محددة تجبرها على إنهاء عملها فور انتهاء أموالها.

 

للاطلاع على المقال كاملا:

 

مصدرجريدة الأخبار - رلى ابراهيم
المادة السابقةوزير المال يروّج لصندوق النقد: الانصياع أو الانكماش
المقالة القادمةكمامة لبنانية تقتل “الكورونا”…!