وقْف دعم المحروقات يرفع سعر صرف الدولار إلى 25 ألفاً

مادتا البنزين والمازوت على درب رفع الدعم سائرة. الجميع يُجمع على أن الوقت حان لوقف نزف احتياطي مصرف لبنان من العملات الأجنبية، ووضع حدّ لتهريب السلع المدعومة واستفادة الغنيّ والفقير على حدّ سواء. وعند حصول تلك الواقعة ليس امام الفقراء الذين باتت نسبتهم تتعدّى الـ55% سوى شرب الكأس الأشدّ مرارة والتضوّر جوعاً، في ظلّ غياب تام للدولة، والتأقلم مع ظاهرة وصول سعر صفيحة البنزين الى 165 ألف ليرة أو أكثر تبعاً لتغيّر سعر برميل النفط عالمياً وسعر صرف الدولار محلّياً.

ومن المعروف أن الدعم على البنزين والمازوت من مصرف لبنان يبلغ نسبة 90% تتضمن كلفة البضائع المنقولة والنقل البحري والتأمين… كلفة تسدّد من احتياطي “المركزي” وبالتالي من جيوب اللبنانيين.

وتبقى نسبة الـ10% والتي يتمّ توفيرها من السوق السوداء. من هنا رفع المستوردون والموزّعون للمحروقات الصوت مطالبين بزيادة سعر البنزين وجعالة اصحاب المحطات البالغة 1900 ليرة، لتغطية مصاريفهم التشغيلية مع تكبّدهم كلفة الـ10% غير المدعومة وفق سعر السوق السوداء مقابل بيعهم المحروقات بالعملة المحلية.

وتقول المديرة العامة للنفط في وزارة الطاقة والمياه أورور فغالي لـ”نداء الوطن” أن “إصدار تسعيرتين للمحروقات لا تعني أن السعر سيسجّل إرتفاعاً دورياً تمهيداً لرفع الدعم الكلي عنه”. فسبب صدور تسعيرتين يعود الى التمكن من مواكبة تغيّر سعر صرف الدولار الذي سجّل ارتفاعاً يومياً مستمراً منذ أيام محققاً 15 ألف ليرة. فإذا ارتفع سعر الصرف ترتفع معه أسعار المحروقات وفي حال انخفض تنخفض معه وفقاً لنسبة الـ10% فقط”.

عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات في لبنان جورج البراكس أوضح لـ”نداء الوطن” أن “التسعيرتين لجدول تركيب أسعار المحروقات تفيد المواطن “نفسياً” فقط، فيتلقف ارتفاع سعر الصحيفة على مرحلتين بدلاً من دفعة واحدة”.

وقال إن “أصحاب المحطات قدّموا دراسات لوزارة الطاقة والمديرية العامة للنفط حول الكلفة التشغيلية التي انهارت، لكن لا أحد يتجاوب لتعديل الجعالة”.

وحول رفع الدعم على المحروقات قال انه “غير جائز في الوقت الراهن نظراً الى تداعياته السلبية على ارتفاع سعر صرف الدولار، اذ ان الطلب على سوق الصرف السوداء سيزيد الى نحو 8 أو 9 ملايين دولار يومياً فقط بدلاً من 4 أو 5 ملايين حالياً، ما سيرفع سعر صرف الدولار في السوق السوداء الى 25 ألف ليرة وحتى 30 ألفاً. واذا رفع الدعم عن الدواء والبنزين على حد سواء، الطلب على الدولار سيزيد الى نحو 14 أو 15 مليون دولار يومياً، الأمر الذي سيؤدي الى فقدان مادة البنزين من المحطات ولو كان سعر الصفيحة 300 ألف ليرة، بسبب عدم قدرة المستوردين وأصحاب المحطّات على تأمين الدولارات لشراء تلك المادة.

في حال رفع الدعم عن المحروقات بنسبة 100% إن تسعيرة صفيحة البنزين ستصبح على الشكل التالي:

– إذا كان سعر صرف الدولار الواحد في السوداء بقيمة 14 ألف ليرة، فإن سعر صفيحة البنزين سيبلغ 165 ألف ليرة.

– اذا سجّل الدولار 20 ألف ليرة في السوق السوداء، فإن سعر الصفيحة سيبلغ نحو240 ألف ليرة.

وقد يصل سعر صرف الدولار الى 30 ألفاً والبنزين الى 300 ألف ليرة…اذا رفع الدعم بنسبة 100% على المواد الأولية والمواد الغذائية.

مصدرنداء الوطن - باتريسيا جلاد
المادة السابقةالحدود البحرية مع سوريا: مشكلة بلا أساس
المقالة القادمةالجيش الأبيض بلا رواتب وصرخة لموظفي “صيدا الحكومي”