المغتربون عائدون وبعض القطريين والكويتيين يسبحون في لبنان

من المؤكد ان استمرار التعطيل في انتخابات رئاسة الجمهورية يؤثر على الموسم السياحي الذي يريده اركان القطاع السياحي ان يكون «مفولا» ان بالنسبة لعدد الوافدين من سياح ومغتربين لبنانيين وعاملين في الخليج العربي وان بالنسبة لعمليات الصرف بالفراش دولار خلال هذه الفترة حيث تضاعف كل القطاعات الاقتصادية المرتبطة بالقطاع السياحي من حجم اعمالها معوضة ما خسرته في ايام القحط والجمود في بقية الفصول .

ويبدو ان السياسيين يدركون او لا يدركون مدى الضرر الذي يسببونه بعدم انتظام الحياة السياسية في بلادهم وتعثر المؤسسات الدستورية على مختلف القطاعات الاقتصادية وخصوصا على القطاع السياحي لان الكثيرين من الوافدين كانوا يفضلون انتخاب رئيس جديد للجمهورية وان ينعم لبنان بالهدوء لكي تكون الصيفية اجمل الصيفيات خلال السنوات الماضية خصوصا ان الاستعدادات قوية لاستقبال هؤلاء الوافدين وممارسة شتى النشاطات السياحية التي يمتاز فيها لبنان بعد التطور الحاصل بالنسبة لبيوت الضيافة التي اصبحت مقصودة من مختلف انحاء العالم وهي تنعش الارياف حيث تتواجد وتؤمن المزيد من فرص العمل للشباب اللبناني او بالنسبة لمرافق سياحية جديدة مكتشفة حديثا اضافة الى ما يتميز به لبنان على مر العصور.

مصادر سياحية تؤكد ان لا خوف من عدم مجيء اللبنانيين العاملين في الدول العربية وتحديدا الدول الخليجية المصرين على تمضية اجازاتهم في لبنان وكذلك الامر بالنسبة للبنانيين المنتشرين في افريقيا واوروبا الذين يتوقون للعودة الى لبنان ،لكن الخوف من عدم بعض اللبنانيين المنتشرين في الولايات المتحدة الاميركية واوستراليا الذين يفضلون تمضية اجازاتهم بعيدا عن مشاكل لبنان خصوصا بعد التصعيد السياسي الذي واكب الجلسة الاخيرة لانتخاب رئيس للجمهورية يوم الاربعاء الماضي لكن شيرين صالحة تؤكد ان نسبة التشغيل في فندق الفينيسا تجاوزت الـ ٧٢في المئة وان هذه النسبة الى تصاعد خصوصا ان نزلاء الفندق هم من الكويتيين والقطريين والبرازيليين .

كما ان حفلات الاعراس مفولة هي ايضا في الويك اند حسب احد منظــميها حيث يقول ان بعض هذه الاعراس ســيقام خلال ايام الاسبوع العادية كما ان بعضا من هذه الاعراس هي لبعض المغتربين الذين فضلوا الاحتفال بهذه المناسبة في وطنهم .

كما يقول رئيس نقابة مكاتب السفر والسياحة جان عبود ان نسبة الحجوزات الى لبنان مرتفعة حتى ان بعض شركات الطيران زادت عدد رحلاتها نظرا للطلب الكثيف عليها .

وهذا ما يدحض قول بعض اركان السياحة ان القوة الشرائية قد تراجعت لان الاتكال سيكون هذا الصيف على المغتربين والسياح اضافة الى اللبنانيين الذين يفضلون قضاء اجازاتهم في السياحة الداخلية مما يؤكد على تراجع السياحة الخارجية لهؤلاء اللبنانيين وتفضيلهم وطنهم .

على اية حال فإن الاختلاف بين اركان القطاع السياحي ليس جديدا وكل واحد يفكر على طريقته لكن الجميع مقتنع ان استقرارا امنيا وسياسيا يعطي مردودا اقتصاديا مهما يساعد البلد على النهوض الاقتصادي وان تذبذب الاوضاع الامنية والسياسية سيؤدي الى جعل لبنان حكرا على اللبنانيين المغتربين وبعض السياح العرب والاجانب والى تأرجحه بين الحضور الكثيف للسياح وبين الحضور المتواضع رغم ما يتمتع به لبنان من قيمة مضافة في المنطقة على الصعيد السياحي .

لا يمكن ان نعتبر ان موسم السياحة مزدهر على ضوء فتح مطاعم جديدة وملاه جديدة حيث يقول نقيب المطاعم والمقاهي والملاهي طوني الرامي ان عددها تجاوز الـ ٢٥٠مطعما وملهى تستعد لاستقبال روادها لكن غاب عن بال النقيب ان كثرتها مثل قلتها لان الموضوع يتناول العرض والطلب وليس اي شيء اخر .

مهما يكن من امر فقد طالب البعض بتأجيل الانتخابات الرئاسية الى ما بعد فصل الصيف طالما ان السياسيين ليس باستطاعتهم ممارسة هذا الدور المطلوب منهم رحمة بالسياحة والاقتصاد والناس الذين ينتظرونه فهل «يعيرونا السياسيون سكوتهم» ولو لفصل واحد …صعبة.

 

مصدرالديار - رشا يوسف
المادة السابقةالبنك الدولي: نسبة تضخّم أسعار الغذاء في لبنان 350% خلال سنة واحدة
المقالة القادمةالمصاعب تشتدّ في وجه منصوري.. هل تهتزّ ثقة الخارج؟!