طبعاً لا يمرّ لبنان بأفضل أوقاته، خصوصاً وأنه على شفير حرب قد تندلع في أيّ وقت بسبب التعنّت الاسرائيلي وغدره، ولكن لا يجب أن ننسى أن للبنان ميزة أن شعبه محبّ للحياة، وقادر على تجاوز الصعاب وتحدّيها… نعم هؤلاء هم اللبنانيون. من الطبيعي في أيّ بلد آخر، عانى ما يعانيه البلد منذ العام 2019 إلى الآن، بدءاً من إنهيار الليرة وصولاً إلى حجز أموال المودعين وغيرهما، أن يكون أقلّه اليوم في وضع غير الذي هو عليه، ولكن هذا هو لبنان الشامخ الّذي لا يموت، ولا ندري إذا كان هذا الامر مدعاة للافتخار أو إعتباره أمراً سيئاً، لكن هو هكذا!.
موسم واعد
على بعد أيام من عيدي الميلاد ورأس السنّة، بالتزامن مع الاعتداءات المتكرّرة التي يتعرّض لها أبناء الجنوب، قد يكون من الصعب الحديث حتى عن إحتفالات، ولكن الحقيقة هي عكس ذلك فاللبنانيون مصرّون على تجاوز كلّ هذا. ويشير أمين عام إتحاد النقابات السّياحية جان بيروتي، في حديث لـ”النشرة”، إلى أن “المتوقّع أن يحضر إلى لبنان في فترة الاعياد، التي تستمرّ لغاية الخامس من كانون الثاني، حوالي المئة وخمسين ألف لبناني من المقيمين في الدول العربية”، لافتاً إلى أن “شركات الطيران تتوقّع إرتفاعاً في الحجوزات في هذه الفترة، ولدى شركات تأجير السيارات زيادة في الحجوزات بحوالي 30%”. هذا الأمر كان قد ذكره سابقاً رئيس نقابة مكاتب السياحة والسفر جان عبود، الذي توقّع أن “تكون الحجوزات خلال فترة عيدي الميلاد ورأس السنة شبيهة بحجوزات الموسم السياحي الذي شهده لبنان في موسم الصيف”.
حفلات لكبار الفنانين
ويرى بيروتي أن “هناك أموراً إيجابية عديدة، منها أنّ ما بين ثمانية إلى تسعة فنانين كبار سيحيون حفلاتهم في البلد”. هذا ما يؤكده نائب رئيس نقابة المطاعم خالد نزهة لـ”النشرة”، متمنياً أن “تكون الفترة المقبلة جيّدة بعد أن مرّ القطاع بفترة مزدهرة جداً خلال فترة الصيف”، مشيراً إلى أننا “كنقابة قررنا أن نتحدّى الحزن، خصوصاً وأن جزءًا من الأراضي اللبنانية يتعرّض لاعتداءات وقصف ونحن أمام تحدّيات بسبب هذه الحرب، وقرّرنا أن نبقي لبنان بلد الفرح”، شارحاً أن “هناك جدولة للرحلات، واللبنانيون مصرون على القدوم إلى وطنهم”، مضيفاً: “سنقوم بمبادرات لتحفيز الناس على ارتياد المطاعم ونعمل لأن تكون الأسعار جيّدة ومدروسة”.
“للبنانيين الذين يغادرون لبنان للإحتفال بالأعياد في الخارج حصّة”. فبحسب بيروتي فإنه “خلال هذه الفترة كانت تحجز حوالي الخمسين طائرة لهؤلاء، أما اليوم قلّص العدد إلى العشرين، بما معناه أن هؤلاء سيعيّدون في لبنان ونتوقّع حركة ناشطة في فترة الأعياد”. مضيفاً: “إذا استمرّ الوضع على ما هو عليه اليوم نتوقّع تحرّك السوقين الأردني والعراقي بقوّة”.
لا إنعكاس على الفنادق
“نأسف أن هذه الحركة لن تطال قطاع الفنادق الذي يعاني من أوضاع مزرية ولن تطاله هذه الموجة”. هذا ما يشير اليه بيروتي، عازيًا “السبب إلى أن أغلب الذين يحجزون غرفاً في الفنادق هم من الأجانب القادمين، وللأسف هؤلاء لن يحضروا إلى لبنان في هذه الفترة”. بدوره، يلفت نقيب أصحاب الفنادق بيار الاشقر، في حديث لـ “النشرة”، إلى أن “اللبنانيين الذين سيحضرون سيذهبون الى منازلهم، والعطلة مؤلّفة من عشرة أيام فقط ما بين الميلاد ورأس السنة”، شارحاً أن “الفنادق التي ستنظم فيها حفلات يُمكن أن تستفيد من حجز الناس لغرف لديها، عدا عن ذلك هناك مناطق التزلّج ككفرذبيان وفقرا واللقلوق، حيث من الممكن أن تستفيد أيضاً الفنادق فيها خلال ليلتين أو ثلاثة بأقصى حدّ، أما بقية المناطق فستكون معدومة”.
في المحصّلة، رُغم الصعوبات فإنّ لبنان على موعد مع موسم شبه واعد في فترة الأعياد، على أمل أن تهدأ الأوضاع، فيستطيع اللبنانيون بأطيافهم كافة الاحتفال، ولو أنها ستكون مع “غصّة” نتيجة ما يحصل في الجنوب!.