17 ألف قادم يوميّاً… و»التركيّة» الأنشط بعد «اللبنانيّة»

كما كان متوقعاً، إن الصيف واعد هذا العام على صعيد توافد السائحين والمغتربين إلى لبنان ليعيد المشهد الذي كان قبل العام 2019 تاريخ إنفجار الأزمة الإقتصادية، فهل مطار بيروت يستطيع إستيعاب الأعداد الكبيرة؟ وماذا عن الإزدحام الإستثنائي الذي شهده المطار في الأسابيع الماضية؟

يستبشر المدير العام للطيران المدني في مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن بحركة الوافدين إلى لبنان، ويقول لصحيفة «نداء الوطن»: «صحيح أننا كنا نتوقع زيادة في الحركة عام 2023، إلّا أنها بدأت باكراً، ففي نهاية شهر حزيران من العام الحالي وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي حوالى 430 ألف راكب، وهذا العدد مع مقارنته في الفترة من العام الماضي يتضح أنه لدينا زيادة تقارب الـ25%، وإذا قارناه مع الفترة من العام 2019 أصبحنا على مقربة كبيرة مع فارق يصل فقط إلى 15% لنسجل ذات الأرقام التي كنا نسجلها عام 2019».

1.9 مليون

وأما بالنسبة للمتوقع لباقي أشهر الصيف، فيشرح بالأرقام التوقعات التي كانت قائمة، «حيث كان من المتوقع أن يدخل إلى البلد حوالى مليون و200 ألف إلى مليون و400 ألف خلال فصل الصيف، لكن بعد الأرقام التي سجلها شهر حزيران فمن المتوقع أن تصل الأرقام إلى أكثر من ذلك، وتصل إلى حدود مليون و800 ألف أو مليون و900 ألف في حال استمرينا على هذه الوتيرة».

الإزدحام

وخلافاً للأعوام الماضية، لم يشهد المطار فوضى كبيرة، فرغم العدد الكبير للوافدين تمّ إستيعاب هذه الحركة الكبيرة بحيث شعر الوافدون بأن التنظيم اختلف الى حدٍّ ما عن الأعوام السابقة.

في الإطار، يرى الحسن أنّ «هناك مفهوماً خاطئاً، بما معناه عند القول بأن هناك إزدحاماً فهذا يدل على أنه هنالك مشكل، فالإزدحام هو اليوم بموسم الذروة وهو موجود بكافة مطارات العالم. وهذا الأمر بالنهاية يمكن اعتباره دليل خير. فمن خلال حركة الركاب وقدومهم إلى لبنان يدخل المال إلى البلد وإلى الدولة مما يساهم في إنتعاش الوضع المالي والمعيشي. ونحن ككل عام وقبل مواسم الذروة نتعاون مع جميع الأجهزة العاملة في المطار سواء أجهزة رسمية ومدنية وجهاز أمن المطار كجهاز أمني وبالتأكيد الشركات العاملة في المطار، فالتنسيق المستمر يساهم أيضاً بأن نرى حركة المطار مستمرة على مدار الساعة. رغم الظروف غير المسبوقة التي مر بها البلد، فمطار رفيق الحريري الدولي وبجهود كافة العاملين فيه تمكّن من الإستمرار وتقديم الخدمات على مدار الساعة».

الإجراءات التنظيميّة

ويتوقف الحسن عند الأمور التنظيمية، ويشير إلى «التنسيق المستمر لتقديم الخدمة الأفضل للمسافر، ولكن العلامة الفارقة التي إستجدت هذا العام وأحدثت فرقاً كبيراً مقارنة بالمواسم السابقة، هي أولا إستبدال أجهزة الكشف على حقائب الركاب المغادرين وذلك نتيجة تعاون بين المديرية العامة للطيران المدني وبين الشرطة الفيدرالية الألمانية. وهذا التعاون أثمر عن تركيب وتشغيل 4 أجهزة للكشف على حقائب المسافرين أسرع بكثير وإنتاجيتها أفضل من الأجهزة السابقة. وهذا ساهم بسرعة أكبر بالكشف على حقائب الركاب وكان عاملاً أساسياً هذا العام أحدث فرقاً كبيراً وهامّاً بالنسبة لموضوع التنظيم والتشغيل بالمطار. كما أن عاملاً ثانياً ساعدنا هذا العام هو موضوع الكهرباء حيث لا يعاني المطار هذا العام من مشاكل كالعام الماضي، وذلك يعود أوّلا للتعاون المستمر مع مؤسسة كهرباء لبنان من أجل تزويد المطار بالكهرباء على مدار الساعة بإستثناء أوقات قليلة يكون فيها إنقطاع شامل بالبلد».

كما يكشف الحسن في هذا الإطار عن أنّ «إدارة المطار بصدد تركيب مظلة كهربائية، وسيكون هذا المولد كفيلاً بتشغيل وحدات التبريد بالمطار في حال حصل إنقطاع بالكهرباء حتى لا يحصل كما كان يحدث في السابق فهذه المشكلة تم حلها هذا العام»، معتبراً أنّ «هذين العاملين من الناحية التشغيلية والتنظيمية في المطار سيكون لهما وقع إيجابي جداً بالنسبة للمسافرين».

غلاء بطاقات السفر

أما في ما يتعلق بموضوع غلاء بطاقات السفر، فيُنبه الحسن إلى أن «الأمر ليس من صلاحيات المديرية العامة للطيران المدني، وإنما إذا أردنا الكلام بالمجمل وبشكل عام: اليوم تذاكر السفر هي عرض وطلب وتتوقف على الفترة التي يحجز فيها المسافر، فإذا حجز المسافر تذكرته قبل 6 أو 7 أشهر يختلف السعر عن حجزها قبل شهر أو 10 أيام. فكلما اقتربنا أكثر من موعد السفر كلما ارتفعت أسعار التذاكر هذا بشكل عام، وأما موضوع غلاء أسعار بعض الشركات وسياسة تسعير التذاكر فتعود إلى شركات الطيران وليس للطيران المدني».

شركات الطيران

وعمّا تشكّله الشركات من حركات ناشطة؟ يقول: «على مستوى حركة الركاب، شركة طيران الشرق الأوسط تمثل لوحدها 40% من الحركة، وباقي الشركات من بعد شركة طيران الشرق الأوسط مباشرة لدينا الخطوط الجوية التركية والتي هي تحتل المركز الثاني، الخطوط التركية تسيِّر يومياً 4 رحلات بين بيروت وإسطنبول وبالتأكيد غير الرحلات الأخرى التي تُسيّرها إلى أماكن سياحية أخرى كإنطاليا وبودروم وأضنة. فالخطوط التركية إذا أخذنا مجمل عدد رحلاتها من وإلى مطار بيروت تعتبر هي الأعلى بالنسبة لعدد الرحلات وتأتي مباشرة بالمرتبة الثانية بعد الناقل الوطني شركة الشرق الأوسط MEA».

المشهد الخارجي مختلف

إلا أنّ المشهد خارج حرم المطار حيث تصطفّ «سيارات التاكسي» لتقلّ المسافرين لم يتغيّر بل إزداد ولا زالت المضاربات والخوّات المالية والفوضى تتحكم به.

في هذا السياق، يوضح الحسن أنّه «يوجد تاكسي المطار، وفي ما يتعلق بسيارات التاكسي الأخرى هي ليست من ضمن صلاحياتنا، ولكن هناك تعاون بيننا وبين الأجهزة الأمنية لقمع المخالفات التي من الممكن أن يقوم بها بعض سائقي هذه السيارات العمومية»، ويقول: «بالتأكيد بعد فترة الإزدحام التي يشهدها المطار نحن بصدد القيام بتحسينات في ما يتعلق بموضوع التاكسي ونأمل قريباً أن تبدأ هذا التحسينات بالظهور على الأرض، حيث ستكون منظمة بشكل كبير، ونحن بدأنا العمل عليها اليوم وعلى الأرجح أنه خلال هذا الصيف سيكون الموضوع قد أنجز».

وفي ختام حديثه، يتمنّى الحسن أن «تستمر الحركة بهذا الإرتفاع الذي نشهده»، متوقعاً «موسم صيف إستثنائياً، حيث لا يقل عدد القادمين يوميّاً عن 17 ألفاً، وعلى صعيد المغادرين فالعدد يتراوح ما بين 12 إلى 15 ألفاً يومياً».

يُعوّل كثيرون على موسم السياحة الذي يقوم في هذا العام على المُغتربين أكثر من السياح، لكنه بالطبع يمنح أملاً لكثير من العائلات التي تنتظر أحبّاءها ليُخففوا من وطأة الأزمة عليهم.

مصدرنداء الوطن - رماح الهاشم
المادة السابقةلماذا لا يريد منصوري إستلام حاكميّة مصرف لبنان؟
المقالة القادمةلماذا لا تزال المنتجات النفطيّة الروسيّة تُباع في أميركا؟