مع انتشار تدابير الإغلاق الوطنية، وقلة حركة السفر بسبب جائحة كورونا في العام 2020، تضاءلت مبيعات المركبات الشخصية، إلا أن أحدث أبحاث “إريكسون” تُظهر أن اهتمام المستهلكين بالسيارات قوي الآن كما كان دائماً، وترى أن هناك أيضاً العديد من الفرص الجديدة لتحقيق دخل إضافي أمام الشركات المصنعة التي تجرؤ على استكشاف مفاهيم خدمية جديدة.
في تقرير حديث للشركة السويدية عن “تعزيز التنقّل اليومي”، أوردت 15 مفهوماً حول الخدمة تتعلق بسيارات المستقبل للركاب في جميع أنحاء العالم، حيث تبيّن بوضوح، من وجهة نظر المستهلك، أن السيارات هي المعيار الذهبي للراحة والمساحة الشخصية، وهما عاملان حاسمان يؤثران إيجاباً في تجربة السفر.
إلا أن المستهلكين يعيشون نقطة انعطاف؛ فقد أوجد هذا العام ظروفاً وسلوكيات جديدة قد تستمر أو لا تستمر على المدى الطويل. فماذا سيحدث لمساحات العمل؟ وهل سيعود المستهلكون إلى الإجراءات العادية التي كانت سائدة قبل العام 2020؟ وحتى أولئك الذين لديهم وعي كبير بأزمة المناخ، هل سيختارون استخدام وسائل النقل العام على المدى القريب وينسون جميع قواعد وتوصيات التباعد الاجتماعي البارزة؟
بدورها، وصلت صناعة السيارات أيضاً إلى نقطة انعطاف تتمثل في زيادة وعي المستهلك بتأثير وسائط النقل على بصمتها الكربونية الشخصية، إلى جانب جائحة كورونا التي هزّت سلسلة التوريد الخاصة بها، ومخرجات الإنتاج فضلاً عن أداء المبيعات.
وتوازياً، من المرجح أن يحقق “الجيل الخامس” 5G عائدات جديدة من القطاعات المجاورة لمقدّمي خدمات الاتصالات، فمن المتوقع أن تأتي أكبر الإيرادات في الفئة المجاورة من إنفاق المستهلكين على الخدمات داخل السيارة، بما يشمل حالات الاستخدام الرئيسية، كنقاط اتصال الـ”واي فاي” Wi-Fi فيها، إلى جانب الوسائط والترفيه، وتطبيقات أمان السيارة التي تواجه المستهلك.
الاتجاهات الاستهلاكية في تطوّر
لقد دفع العام 2020 بمزيد من المستهلكين مجدداً إلى السيارات. ولا يعني هذا بالضرورة أنهم يشترون سيارات جديدة، لكن أولئك الذين يمتلكون سيارات أصبحوا أكثر اعتماداً عليها للحفاظ على مسافات آمنة لتدارك الإصابة بالوباء، وانتعشت سوق السيارات المستعملة هذا العام لهذا السبب الأساسي.
ويشير التقرير إلى احتمال وشيك إلى حد ما، بأن يعمل المزيد من الناس انطلاقاً من المنزل إلى أجل غير مسمى، بحيث يتخلى البعض عن مراكز المدن باهظة التكلفة المعيشية لصالح العيش في الضواحي. وهذا هو الاتجاه الذي قد يسري بين سكان المدن الحضرية الذين لطالما كانوا أكثر استخداماً للسيارات لأن خدمات النقل العام أقل كفاءة خارج المناطق الحضرية.
في السياق، يقول رئيس المبيعات في “إيزيمايل” Easymile، أرود شميدت: “لا تزال السيارات الشخصية هي الحل الرئيسي للتنقل في الأماكن التي لم تصل إلى ذروة ازدحام السيارات. فعندما تكون البنية التحتية للطرق مشبعة، تكون بقية الحلول أكثر أهمية، مثلما يحدث في معظم المدن الكبيرة”.