يضع حجم الإقبال الكبير على توليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية الناس في حيرة أمام كمية العروض المتاحة، خصوصاً في ظلّ المنافسة المستجدّة بين الشركات الكثيرة التي باتت تعمل في هذا المجال، فكيف نعرف الخيار الأفضل ولا نقع ضحية احتيال ما؟
تكمن الخطوة الأولى، قبل الدخول في عملية الشراء والتركيب، في تقدير حجم استهلاك الكهرباء في المنزل لمعرفة نوع المحوّل الكهربائي اللازم تركيبه وحجمه. هذه مهمة بسيطة نسبياً يمكن أن يقوم بها أيّ عامل كهرباء فني، شرط معرفة كلّ ما في المنزل من أدوات كهربائية توضع على الشبكة بشكل مستمرّ، وتقبّل فكرة أنّ توليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية لا يشبه أبداً لا التيار الرسمي ولا اشتراكات الأحياء، بل إن ذلك يقوم على مبدأ التوليد والتخزين نهاراً والاستهلاك ليلاً (ساعات غياب الشمس)، لذا الترشيد أساسي ويمتد على طول ساعات اليوم 24/24.
الحسابات الفنية اللازمة
بعد المرحلة الأولى، يقوم المهندس أو المختصّ بحساب عدد البطاريات وحجمها، ومن ثمّ كمية الألواح الشمسية اللازمة لأمرين: تشغيل المنزل نهاراً وإعادة تعبئة البطاريات. يلفت مهندس في مجال الطاقة، وصاحب شركة لتركيب معدات الطاقة الشمسية، إلى أن أول جملة يستعملها الزبون مثلاً هي: «أريد نظاماً يغذي المنزل بقدرة 10 أمبير 24/24»، ما يوقعه ضحية غشّ أو احتيال لأن الوصول إلى هكذا نظام يستلزم عدداً كبيراً من البطاريات قد لا يستطيع الشاري العادي تحمّل كلفته، بالإضافة إلى أنّ عدد الألواح اللازمة سيتضاعف كون هذه الأخيرة أساسية لإعادة تعبئة البطاريات نهاراً، وهذا يتطلب أيضاً مساحات غير متاحة في المدن على أسطح تُعدّ من الأقسام المشتركة في الأبنية. التفكير هنا يجب أن يتمحور حول تشغيل أساسيات المنزل من إضاءة وتبريد الأطعمة لحفظها إلا في حال وجود الموارد المادية المطلوبة للحصول على كمية طاقة أكبر.
نوعية المواد المستعملة
في السوق اللبناني اليوم توجد ثلاثة أنواع من البطاريات: بطاريات الرصاص-أسيد الأنبوبية tubular، بطاريات الجل Gel وبطاريات الليثيوم Lithium.
المشترك بين هذه البطاريات هو استعمالها لتخزين الكهرباء وتفريغها على شبكات الطاقة الشمسية، بعكس البطاريات العادية التي لا تتحمّل عدد دورات كبيراً، والمقصود بدورة البطارية هو التفريغ وإعادة الشحن اللذان يستهلكانها.
وهنا نقطة اختلاف البطاريات في ما بينها، الأفضل والأغلى هي بطارية الليثيوم القادرة على الوصول حتى 7000 دورة تفريغ وشحن (ما يقارب 10 سنوات من الخدمة) بينما بطارية الرصاص-أسيد الأنبوبية هي الأرخص ثمناً، وقد لا يتجاوز عدد الدورات فيها الألف، ما يجعل من تغييرها أمراً ضرورياً كلّ حوالي أربع سنوات، لذا على المستهلك الاختيار وفقاً لحاجته وقدرته المادية هنا أيضاً. بالإضافة إلى ما سبق هناك عامل التفريغ الذي يختلف بين نوع وآخر، ففي حال أردت الحفاظ على بطارية أسيد لأطول وقت ممكن لا يجب تفريغها لأقل من النصف بينما بطارية الليثيوم يمكن تفريغها حتى 90% من طاقتها وتبقى صالحة وفعّالة.
وكذلك الأمر بالنسبة إلى الألواح التي سنجدها على نوعين: المونوكريستالين والبوليكريستالين. الفارق بينهما هو نوعية ونقاوة كريستال السيليكون المستعمل، فالأول (لونه يميل إلى الأسود) هو الأنقى والأفضل وذو فعالية أعلى لناحية الطاقة المستمدة منه في مختلف الظروف الجوية (شتاءً أو صيفاً). ألواح البوليكريستالين (لونها يميل إلى الأزرق) لا تنتج الطاقة بنفس القدرة وقد تتأثر بالظروف الجوية المحيطة، شتاءً وصيفاً ومع الحرارة العالية سينخفض إنتاجها بعكس ما يعتقد الناس أنّ الصيف هو الفصل المثالي للطاقة الشمسية. الميزة الأساسية للألواح الشمسية عدم حاجتها إلى صيانة مستمرة ومدة عملها التي قد تصل إلى ثلاثين سنة ما يجعلها من الاستثمارات الآمنة.
طريقة التركيب
عند تركيب الألواح الشمسية على الأسطح في منطقة لبنان وسوريا الجغرافية يجب رفعها بزاوية 30 درجة كي تسقط أشعة الشمس عليها بشكل عمودي (لفعّالية أعلى) كما أنّ التوجيه هو باتجاه الجنوب لتحصيل أكبر قدر ممكن من الضوء على امتداد النهار، واستعمال جسور معدنية معزولة لا تتأكسد مع المياه والهواء كي لا تتسبّب بتلف إطارات الألواح الشمسية المصنوعة من معدن الألومنيوم.
أما بالنسبة إلى البطاريات فلا بدّ من الالتفات إلى ضرورة وضعها في مكان جيّد التهوئة وبعيدٍ عن مصادر المياه في المنزل لتفادي الحوادث الكهربائية وتلف المعادن المكشوفة فيها.
عند التركيب، على الفني فصل أجهزة التسخين المنزلية عن الشبكة العاملة على الطاقة الشمسية ووصلها مباشرة على الشبكة العادية كونها تستهلك الكثير من الطاقة، وأيّ تشغيل لها على البطاريات قد يؤدي إلى تلف هذه الأخيرة أو التقصير من عمرها الافتراضي.
وبالنسبة إلى الأسلاك الكهربائية المستخدمة، على المستهلك الالتفات إلى أنّ الأسلاك العادية المستخدمة في نقل التيار المتردّد لا يمكن استخدامها لنقل التيار المستمر من الألواح نحو المنظّم، بل تُستخدم كابلات أكثر سماكة ومصنوعة من النحاس لا الألومنيوم. يقع الكثيرون ضحية هكذا غشّ ما يؤدي إلى عدم استفادتهم كما يجب من أنظمة الطاقة الشمسية دون معرفة السبب الحقيقي الكامن وراء ذلك.