صيف واعد ينتظر لبنان لناحية قدوم المغتربين، فعلى عكس السنوات الماضية ورغم تردّي الأوضاع الاقتصادية وانهيار العملة الوطنيّة، يعتبر البلد وجهة سياحية للمغتربين من مختلف أنحاء العالم، وهذا الأمر حتماً سيؤدي إلى تحريك العجلة الاقتصادية…
تتميّز هذه الأرض الطيّبة بجمال طبيعي ومناخ رائعمع قرب المسافة بين المناطق أي بين الساحل والجبل، وهنا يُمكن الاستمتاع بالبحر وبأشعة الشمس والاستفادة من المناخ العذب والطبيعة الخلابة في المناطق الجبلية، ورغم كلّ ما مرّ على البلد لا يزال مقصداً من مختلف أنحاء العالم، فكيف سيكون واقع الحال خلال فصل الصيف؟.
حجوزات كاملة
“هناك أجهزة حجز نرصد من خلالها الوجهات إلى لبنان وما هي الطائرات القادمة وحجمها والملاءة فيها”. هذا ما يشير اليه نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود، لافتاً عبر “النشرة” إلى أنه “منذ بداية تموز وحتى منتصف أيلول الحجوزات على الطائرات كاملة والملاءة 100% من مختلف البلدان، أي أوروبا والخليج وأفريقيا”، شارحاً أنه “أمام هذا المشهد حتماً شركات الطيران ستضع رحلات إضافية”.
ويلفت عبود إلى أنّه يصل في اليوم الواحد من 115 إلى 120 طائرة وبمعدل وسطي لكل طائرة 150 راكباً، مضيفاً: “بعملية حسابية بسيطة 115 (طائرة) x 150 (راكباً) = 18 الف (عدد الركاب الذين سيصلون إلى لبنان في تلك الفترة)، هذا عدا عن العراقيين والمصريين والاردنيين القادمين إلى لبنان.
أما الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة فيتوقّع، عبر “النشرة”، قدوم ما بين المليون والمليون و500 الف مغترب إلى لبنان هذا الصيف، وهذا حكماً سيؤدي إلى ادخال ما بين 2 إلى 3 مليار دولار في تلك الفترة.
التأثير على المطاعم
التفاؤل أيضاً بقدوم المغتربين والسواح ينعكس على قطاع المطاعم، حيث يتوقع أمين سر نقابة أصحاب المطاعم خالد نزهة كثافة حضور من الدول العربية وأفريقيا إلى بيروت، معتبراً عبر “النشرة” أن “هذا مؤشر جيّد”، مشدداً على أن “هذا الأمر سيحرّك القطاع التجاري بأسره”. بدوره نقيب أصحاب الفنادق بيار الاشقر يشير إلى أن “المعلومات تؤكد قدوم المغتربين إلى لبنان وهناك جزء منهم لديه منازل وبعضهمالآخر لا يملكون منازل وهؤلاء حكماً سيقيمون في الفنادق”.
السياحة الداخلية
ويعوّل الاشقر على السياحة الداخلية كثيراً خصوصاً في المناطق مثل جزين وغيرها فهناك بيوت ضيافة، مشيراً أيضاً إلى وجود جنسيات عراقية ومصرية وأردنية قادمة إلى بيروت،وأعدادهم تتراوح ما بين 15 الى 20 الف وهؤلاء إقامتهم بالفنادق”.
“الوزارة لا تستطيع المراقبة ولا نحن قادرون على ادارة الازمة”، هذا ما يؤكد عليه الاشقر، لافتاً إلى أنه “يمكن للسائح أو المغترب أن يدفع بالدولار أو ما يعادله على السعر اليومي بالليرة اللبنانية”، مشدداً على أن “أسعار الغرف تتراوح ما بين 50 و500 دولار تبعاً للمؤسسة ونوعية الخدمات وحجم الغرفة”. في حين أن نزهة يلفت إلى “وجود مسعى أن تصبح الأسعار في المطاعم على الدولار أو ما يعادلها على السعر اليومي بالليرة، خصوصاً وأن الاقتصاد مُدَولر ونحن في بلد يستورد 80 الى 85% مما يستهلك”.
إذاً، لبنان على موعد مع صيف “حار” مليء بالمغتربين الذين من المفترض أن يساهموا في إنتعاش الاقتصاد اللبناني، وطبعاً دخول العملة الصعبة إلى البلاد سيؤدي حتماً إلى تراجع سعر صرف الدولار مقابل الليرة، على أمل ألاّ تحدث مفاجآت كخضّات أمنيّة أو سيّاسية تطيح بكل الوعود!.